|
بريدة - بندر الرشودي:
تُعد مدينة بريدة إحدى كبريات المدن في المملكة سواء من حيث المساحة أو من حيث عدد السكان الذين يتجاوزون حسب إحصائيات التعداد السكاني الأخير الـ 614.000 نسمة أي ما يُعادل نصف سكان منطقة القصيم بشكل عام.
ورغم هذا التطور العمراني والسكاني إلا أنه يقابله قصورٌ كبير وتعثرٌ غير مبرر في أداء وزارة النقل في مدينة بريدة، حيث تُعد الوزارة الوحيدة التي تتأخر مشروعاتها بمدينة بريدة عقوداً من الزمن، وأكبر دليل على ذلك طريق الملك فهد الذي يصل غرب بريدة بشرقها، حيث تجاوز الآن 25 عاماً وما زال العمل فيه مستمراً؟!! ولم يفتتح إلا مؤخراً بافتتاح مشوه حيث لم تستكمل (كباريه) ومخارجه، كما أنه بلا تشجير وبلا أي معالم تُؤكد استشعار إدارة الطرق بالمنطقة لأهميته كطريق حيوي وهام.
أما حينما نسلط الضوء على مشروع الدائري الداخلي لمدينة بريدة، فمجرد قراءة تاريخ هذا المشروع يتجدد السؤال المحير في مخيلة أهالي مدينة بريدة وهو: (لماذا تتأخر مشاريع وزارة النقل ببريدة؟).
(الجزيرة) قرأت تاريخ هذا المشروع الهام في ظل توسع مدينة بريدة، حيث يُعتبر أحد المشاريع التنموية التي اعتمدت في عهد الملك خالد - رحمه الله - في عام 1399هـ بميزانية بلغت مليار ريال، إلا أنه حتى هذه اللحظة ليس باستطاعة سكان المدينة الاستفادة واستخدام خدمات الطريق، كونه لم ير النور حتى الآن, مما أثَّر على الحركة المرورية في مدينة بريدة العاصمة الإدارية لمنطقة القصيم والتي تشهد تطورات يومية في التكتل السكاني والحركة المرورية من كافة محافظات المنطقة، بالإضافة إلى المناطق المجاورة وباتت عاجزة عن استيعاب ما يرد إليها بسبب محدودية طرقها الهيكلية الرئيسة المكتملة التنفيذ وتعثُّر تنفيذ مشاريع الطرق الكبرى فيها والتي تقع تحت مسئولية وزارة النقل.
ويتسبب التأخر في تنفيذ المشروع حتى الآن في مضاعفة الاختناق المروري في المدينة وعدم قدرة شبكة طرقها الرئيسة على مواكبة النهضة والتنمية التي تشهدها المدينة في مشاريعها التنموية الأخرى, الأمر الذي رسم صورة غير مكتملة للخطط التنموية التي ترسمها الدولة - أيدها الله - لهذه المدينة التي يسكنها أكثر من 600 ألف نسمة، بالإضافة إلى الآلاف الذين يقصدونها يومياً من المحافظات والقرى المجاورة.
الأستاذ سليمان بن عبد العزيز المحيميد أحد أهالي مدينة بريدة والمتابعين لمشاريع المدينة، أكد أن مشروع الدائري الداخلي الذي اعتمد عام 1399هـ تحول بعد تداولات إلى مشروع دائري خارجي للمدينة، ولأمر ما في وزارة النقل تمت توسعة نطاق الدائري من داخلي لمدينة بريدة إلى دائري أكبر وأوسع لكي يشمل مدينة بريدة وغيرها وصرفت المبالغ المعتمدة لمشروع الدائري الداخلي لمدينة بريدة والبالغة مليار ريال في مشروع الدائري الخارجي، بالإضافة إلى أجزاء لمشروعات أخرى داخل المنطقة الأمر الذي أثّر بشكل واضح على اكتمال مشروع دائري مدينة بريدة الداخلي.
ولفت إلى أن مطالبات أهالي مدينة بريدة عاودت الظهور عام 1404هـ لإعادة مشروع الدائري الداخلي لمدينة بريدة والتي ذهبت اعتماداتها إلى مشاريع أخرى لا تخدم مدينة بريدة ودعمت إمارة المنطقة
وبلدية بريدة في ذلك الوقت تلك المطالبات لوزارة النقل، نظراً لأهميتها القصوى وأسهمت تلك المطالبات في إعادة الحياة لمشروع الدائري الداخلي لمدينة بريدة، حيث اعتمدت وزارة النقل في عام 1425هـ بعد مطالبات مكثفة من الأهالي والجهات الرسمية 50 مليون ريال على أن لا تتولى وزارة النقل مهام التنفيذ، وأخلت مسئوليتها من هذه المهمة.
وأضاف المحيميد أن تهرُّب وزارة النقل عن مهمتها الأساسية في تنفيذ الطريق الذي يقع في دائرة اختصاصاتها دفع بأمانة القصيم ومجلسها البلدي آنذاك بالمبادرة وتنفيذ الضلع الغربي من مشروع الدائري الداخلي وفق المبالغ المالية المعتمدة حتى توقف من جهة الجنوب في حي البصيرية، مما جعل مشروع الدائري الداخلي لمدينة بريدة، أمراً واقعاً على وزارة النقل كونه ولد بشكل مُشوَّه، ولا يُمكن أن يرى النور بإمكانيات بلدية محدودة، بالإضافة إلى وقوف وزارة النقل لهذا المشروع أثناء تقاطعه مع الطرق التابعة لها.
وتابع المحيميد كشف حكاية الدائري الداخلي لمدينة بريدة قائلاً: ظهور معالم من الضلع الغربي للمشروع سبّب حرجاً لوزارة النقل، مما دعاها للاعتراف به مجدداً والموافقة على تولي مهام تنفيذه أيضاً واعتمد له في موازنة عام 1427-1428هـ قرابة 250 مليون ريال، وكان من ضمنها محول السالمية بقيمة 73 مليون ريال، ويُمثل جزءاً من ضلع الطريق الجنوبي، ولا يزال يعاني من بطء في التنفيذ ولم يكتمل تنفيذه حتى هذا اليوم, وأيضاً كان من ضمن الاعتمادات المالية في موازنة عام 1427-1428هـ تقاطع الطريق مع طريق الملك فيصل والذي لم يتم البدء في تنفيذه حتى الآن.
وخلص المحيميد إلى أن الإهمال الذي يشهده مشروع الدائري الداخلي لمدينة بريدة من قِبل وزارة النقل عبر البطء في التنفيذ وعمليات ترحيل اعتماداته المالية من عام إلى آخر يُساهم في تفاقم المشكلة المرورية التي تشهدها شبكة طرق مدينة بريدة في الوقت الحالي، لا سيما وأن المشروع بات يحظى بدعم كبير من الدولة - أيدها الله - لما له من أهمية قصوى في تجاوز الكثير من الاختناقات وإيجاد خيارات نقل مجدية وتحقيقاً لتوجهات الدولة في تنمية وتطوير البنى التحتية بما يكفل الراحة للمواطن.
واختتم المحيميد حديثه بنداء مباشر لصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز أمير منطقة القصيم، وصاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبد العزيز، نائب أمير منطقة القصيم إلى وقفة حازمة أمام هذا التأخر في تنفيذ المشاريع التنموية والهامة والتي يدفع ضريبتها المواطن وزائر المدينة, مؤكداً أن مواقف سموه الكريم وسمو نائبه في متابعة المشاريع شاهدة على حرصهما الكبير لإنجازها كونها تتماشى مع خطط ودعم الدولة - أيدها الله -, مشدداً على أن المأمول من وكالة وزارة النقل لشئون الطرق بقيادة المهندس علي بن عبد الله النعيم أن تعيد تصالحها مع مشاريع مدينة بريدة.