سعادة رئيس تحرير صحيفة الجزيرة - سلَّمه الله
تعقيباً على ما نشر في صحيفة الجزيرة في العدد 14710 في الصفحة الأخيرة من زاوية شيء من للكاتب محمد آل الشيخ حول اللغة العربية، أود التعقيب على بعض النقاط وتحديداً فيما ورد.
- يقول إنّ (اللغة كائن متطوّر) وأقول تتغير وسائل وأدوات إيصال اللغة ونشرها لكن اللغة لا تتطوّر لأنها ليست امتداداً يتغذى فيكبر فالأحرف لا تزيد ولا تنقص.
ورد في المقال (ولم أر أمةً مشدودة إلى الماضي مثل العرب حتى في اللغة والألفاظ والأخيلة، فالماضي لديهم دائماً أفضل من الحاضر) وأقول له لقد شدت اليابان إلى لغتها ولم تسلم بتغييرها وضربت بقنبلة نووية ولم تتزحزح وأصبحت من أعظم دول العالم، فهذه الرؤية كما وردت في المقال ليست صحيحة على إطلاقها.
ورد في المقال (إن أولئك الذين يتقمصون الماضي، ويُحاكون ثقافته، ويرددون لغته، ويطربون لأدبياته، هم دون أن يتنبهوا يُعبرون عن رؤية تقف أمام كل ما من شأنه التجديد والتطوير)، وأرد عليه بالقول: لو أنك بدأت المقال بهذه العبارة لما احتجت لكل هذا الوقت لتقول إن اللغة العربية تعارض التطوير والتقدم.
وأقول أيضاً: البعض يريد أن يغير كل شيء لكي يغيب عن وجهه شيء واحد، حتى لو كان هذا الشيء من مرتكزات وجوده وهويته وتعريفه في صفحة الحياة. ولو أننا قلنا بأنّ اللغة تحتاج إلى تغيير وتطوير، فإننا نقول بأن لغة القرآن الكريم أصبحت قديمة وبالتالي لا توافق الوقت الحاضر وهذا كلام خطير وغير مقبول ولا يجوز.
وأختم كلامي للأخ محمد آل الشيخ بالقول يمكن أن تحصل على نتائج أفضل دون الحاجة إلى القفز على اللغة العربية التي هي لغة القرآن الكريم، ونقدك للسجع والاستعراض والبلاغيات التي لا تروق لك لا يغير في الواقع شيئاً، اللغة هوية والهوية لا تتطوّر.
حفظ الله هذه البلاد وقيادتها الرشيدة لكل خير والله الموفق.
محمد بن سعود الزويد - جامعة الإمام وكالة الدراسات والتطوير