لقد استبشر الشعب السعودي خيراً بتعيين الأمير مقرن بن عبدالعزيز نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء ومستشار الملك والمبعوث الخاص؛ لأن الأمير مقرن يُعد من المثقفين ومن المقربين للشعب؛ حيث كان سموه يفتح أبواب مجالسه لهم إبان استلامه إمارتَيْ المدينة المنورة وحائل.
وُلد الأمير مقرن عام 1364هـ، وكان عمره عند وفاة والده الملك المغفور له إن شاء الله قرابة 9 سنوات.
الأمير مقرن بن عبدالعزيز كان أحد الصقور السعودية؛ حيث تخرج من الكلية الملكية للطيران في بريطانيا، وعمل بالقوات الجوية العربية السعودية برتبة عسكرية، وفي عام 1400هـ اختاره الملك خالد - رحمه الله - ليكون أميراً لمنطقة حائل حتى عام 1420هـ، وبعدها عُيّن أميراً لمنطقة المدينة المنورة التي يتشرف كل مسلم بأن يخدم بها؛ فهي المدينة الطاهرة مثوى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وفي أيام تشريفه بخدمة المدينة المنورة وأبنائها وزوارها قام سموه بالعديد من الإصلاحات المهمة والمفيدة للزوار وسكان طيبة الطيبة. وفي عام 1426هـ عُيّن رئيساً لهيئة الاستخبارات العامة، وقام سموه بتطوير جهاز الاستخبارات بكوادر شابة وأجهزة حديثة. وفي عام 1433هـ عيَّنه الملك عبدالله مستشاراً ومبعوثاً خاصاً له.
إن الثقة التي طرحها الملك عبدالله بأخيه مقرن بن عبدالعزيز لم تأتِ من فراغ؛ فالأمير يُعتبر من خيرة الرجال، سواء في العلوم الحربية أو السياسية أو الإدارية نظراً لتقلده مناصب قيادية في مناطق مهمة، مثل منطقة المدينة المنورة التي يؤمها ملايين الناس من زوار ومعتمرين لبيت الله الحرام وزيارة مسجد الرسول - صلى الله عليه وسلم - والصلاة فيه، وزيارة مسجد قباء، وهو المسجد الأول الذي بني في عهد الرسول - صلى الله عليه وسلم - حيث كان رسول الله يزوره ويصلي فيه ركعتين كل يوم سبت، وهذا يُعتبر تشريفاً للأمير ليكون في منصب يليق بسموه الكريم. أيضاً كان - حفظه الله - أميراً لمنطقة حائل، ومكث هناك عشرين عاماً، كان أميراً ومواطناً ومزارعاً؛ حيث كان يقوم بقيادة الحراثة الزراعية لمساعدة المزارعين في أعمالهم، وكان سمو الأمير من الأمراء الذين أبوابهم مفتوحة على مصراعيها لتمكين المواطنين من مقابلته وجهاً لوجه، وإجراء الحديث مع سموه ودون أي حواجز، وكان إذا خرج للمزرعة يقول هنا تنتهي الألقاب أنا مقرن فقط.
نعم، إنه مقرن بن عبدالعزيز، الأمير متعدد المواهب، والعسكري المتواضع في تعامله مع زملائه ومن يعمل تحت إدارة سموه الكريم.
هنيئاً للأمير بالثقة الملكية الغالية، وهنيئاً لنا بالأمير مقرن نائباً ثانياً، نحن نعاهدك بعد الله بأن نكون مع أسرة آل سعود يداً بيد وجنباً إلى جنب على الخير والبر والتقوى، دامت بلادنا وحكومة خادم الحرمين وهي تنعم بالأمن والاستقرار، ودمت أميرنا الفذ بالعزة، وإلى الأمام، ولتكون مع شعبكم الذي أحبكم؛ حيث إن هذا الشعب في هذه الأيام يعيش وطأة الغلاء الفاحش، سواء في شراء ما يخصه من مستلزمات يومية أو شراء أرض لإقامة منزل يعيش تحت سقفه بأمان وأهل بيته؛ لأن سموكم يعلم علم اليقين أن كل شيء في هذا العالم أصبح لا يُطاق، وذكرت سمو الأمير أن الملك المحبوب - أطال الله عمره - أوصاك بالمواطن خيراً، فهذه أمانة قد انتقلت من صاحب القلب الكبير إلى سموكم الكريم.
باسمي واسم أسرة آل عقيل بالقصيم قصر بن عقيل وفي جميع مناطق المملكة نقدم لك سمو الأمير الولاء والطاعة، ونعاهدك بأن نكون مع أسرتكم في السراء والضراء.
نحن ننظر ونتطلع إلى سموكم بأن تعمل شيئاً من خلال الدخل القومي للمملكة، الذي تجاوز تريليون ريال في ميزانية هذا العام والعام الذي سبقه لبناء الوطن ورفاهية المواطن.
القصيم - قصر ابن عقيل