إلى: التشكيلية عايدة الربيعي
الأزرقُ..
ظلُ الماءِ على الشموعِ
مسارُ ساقيةٍ خجول،
وذاكرةُ النهر قبلَ الجفاف.
الأزرقُ ..
وجهُ السماءِ غبَّ البكاء
عطرُ زهرةٍ بللها المطرُ الحلوُ
فصارتْ قبلةً على شعرِ أمي.
الأزرقُ ..
صوتُ ستارةٍ في مسرحٍ شعبي
تسريحة ممثلة في الكورس الوطني
وأولُ رسالة لسيدةِ المقام.
الأزرقُ طائرٌ يحسنُ الكلامَ
ويتقنُ فنَّ الإصغاء
يجيدُ التغزلَ بالممثلةِ التي في المسرح الشعبي.
الأزرقُ امتزاجُ الروحِ مع البحر
استلالُ الروحِ من الحرب،
وعودةُ الروحِ بالحبر الأزرقِ الصيني.
فكيف صارَ هذا الأزرقُ قبةً وقلباً،
صارَ يتسعُ لي وللعالم؟
وكيف انفتح هذا البابُ..
انفتحَ وأغلقَ على قصيدتي،
فصارَ القوسُ هلالاً،
وصارت القبةُ مأوى للشّاعر اليتيم؟
وكيف القلبُ غفا هنا ...
ونام من تعبٍ وشوق.
وكيف دخلتُ البابَ،وربما القلبَ
فصرتُ فيه طفلاً ينظرُ في السّماء..
ينظرُ فيرى الأزرقَ يصعدُ... يصعدُ
حتى يصيرَ وجهاً ملائكياً،
وجهاً...
يشبهُ النهرَ قبل الجفافِ
يشبه الحبرَ عند الجفاف
يشبهُ الروحَ بين القباب
وما زال َ الأزرقُ يصعدُ ... يصعدُ
حتى يصيرَ مطراً حلواً،
ويصيرَ برتقالةً
كي يقضمها الطفلُ فيصيرَ شاعراً...
يرى البابَ يفتحُ فيدخلُ... يدخلُ
وبرتقالةٌ في يدهِ...
ويدهُ تكتبُ الكتابَ...
والكتابُ في يدِ المعلمةِ
والمعلمة ُ عائدةٌ تواً من اللوحةِ...
) ) )
أهذا الكتابُ كتابُ شعرٍ أم قبةٌ وأبوابٌ؟
صادق الطريحي