كثير من النساء للأسف الشديد على مستوى العالم يعشن ويرتضين العنف الواقع عليهن لسنوات طويلة! وذلك خوفاً من الطلاق، أو خوفاً على أطفالها والحرمان منهم، أو بسبب التفكك الأسري، وهذه الأسباب تختلف من امرأة لأخرى تبعاً لاختلاف مستواها الاجتماعي والعلمي والثقافي وأيضاً المادي! لكن كثيرا من النساء بحاجة لتنوير فيما يقع عليهن من ممارسات قد يمتد أذاها لأطفالهن ومستقبلهم ومصيرهم الحياتي، حيث كثير منهن يشاركن في مسؤولية العنف الواقع على أبنائهن بدون إدراك منهن بالنتائج المستقبلية التي يدفع ثمنها هذا الطفل البريء طوال حياته كمثل إصابته بعاهة جسدية، أو اضطراب عقلي أو نفسي يلازمه طوال حياته! ومن المآسي اليومية التي تراجعنا بوحدة الحماية بالرياض أن الأمهات لا يدركن بأن سبب صبرهن لسنوات على عنف الأزواج مراعاة لاعتبارات اجتماعية كثيرة، هو الذي أوصلهن لهذه الحالة من الندم والألم تجاه ما آل إليه مصير أبنائهن المرضى نفسياً، أو المضطربين في شخصياتهم، أو المتخلفين عقلياً، وذلك بعدما عاشوا معهن سلسلة من المواقف العدائية والاضطهاد اليومي والحرمان والتجويع والتخويف منذ طفولتهم! لذلك لا بد أن تعلم كل امرأة متى تحتاج للحماية، ومتى تلجأ للجهات الأمنية والاجتماعية والقضائية للتدخل في إنهاء وضعها المأساوي، لأن زمن الخضوع والخنوع والصبر بنية الاحتساب قد ولّى، ولا يُخلفّ لنا إلا نماذجاً مضطربة ومنحرفة ومتطرفة تؤذي نفسها ومن حولها! وأن كل امرأة لا بد أن تعلم بأن مشكلتها لن تنتهي إلا بمبادرة منها، ولن تُقدم لها الحلول على طبق من ذهب بين يوم وليلة مقابل صبرها على الأذى لسنوات طويلة!

لذلك سأذكر بعض السلوكيات العدوانية الصادرة من بعض الأزواج العدوانيين، والتي قد تواجهها كثير من النساء السلبيات بصبرهن، لكنها نذير خطر يدق من حولهن، ويحتاج منهن التحرك قبل تفاقم الوضع واللجوء للجهات الرسمية منها كمثال :-

) التهديد باستمرار والمنع من الخروج للدراسة أو رؤية الأهل.

) استخدام عبارات الشتم والاحتقار خاصة أمام الآخرين!

) أخذ راتبها بدون رضاها واستخدام القوة للطلبات المالية.

) يقوم باستخدام الحبس والمنع من الطعام والشراب في حالة الغضب.

) استخدام الأسلحة بالتهديد والتخويف كلما احتاج شيئاً منكِ ورفضتِ.

) ينفق دخله الشهري على الأصدقاء والسهر وشرب المسكرات وتعاطي المخدرات.

) تخضع لسيطرته على حياتها ويجعلها تعيش وهماً بأنها كل شيء في حياته، ولو تبتعد عنه فإنه سيعيش التعاسة، ولا يرغب في تدخل أحد في حياتهم أو أخذ مشورة لنصحه بعدم تعنيفها!

) قد يلجأ للضرب والركل بقوة والعض واستخدام الأدوات الحادة للجرح والحرق والإجبار على ممارسة العلاقة الزوجية!

هذه السلوكيات العدوانية أي امرأة تمر بها فإنها تعاني من مشكلة وخاصة إذا تكرر معها أكثر من بند، حتى لو كان ذلك على فترات متباعدة، وهنا يستوجب طلب العون عاجلاً ومغادرة المنزل لمكان آمن مع أهمية عدم نسيان الأطفال لأنهم بأمس الحاجة للمساعدة، وهنا لا بد من أخبار الأسرة والأصدقاء ومركز الشرطة بما تتعرض له باستمرار حتى لا تساهم في استمرار واستفحال الاعتداء عليها في الخفاء!!