تشرفت أنا والزميلان الفنان الدكتور صالح خطاب والفنان الدكتور فواز أبو نيان بتلقي دعوة من الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية، لتحكيم الأعمال المشاركة في المهرجان السابع للفنون التشكيلية الذي يقام تزامنا مع احتفالات الكويت، كان فرصة لأستعيد فيها كثيراً من الذكريات مع هذه الجمعية، ابتداء من أول معرض كان يقام سابقا بعنوان معرض السنتين، مرورا بمراحل التوقف لأسباب عدة منها ما يتعلق بالغزو، ومنها ما له صلة بتبادل مهام الإدارة من مجلس إلى آخر.
وكانت أول حالات الإعجاب بهذه الجمعية الأولى على مستوى الخليج في الستينات الميلادية، كنا جميعا محبي هذا الفن نبحث عن سبل الثقافة في مجالنا وعن بوابات لتعريف به للمجتمع المحلي وخارجه، وكان منها أن يكون لدينا جمعية مماثلة، تبع ذلك أول مشاركة لوفد سعودي في معرض السنتين وفي مقدمتهم الفنان محمد السليم يرحمه الله ونخبة من الفنانين العرب من الأسماء الرائدة والمؤسسة لهذا الفن، وتم نشر لخبر في مجلة العربي بالصور الملونة رافقة عدد من اللوحات لبعض المشاركين، فكان للخبر أثره وتأثيره وزيادة في متابعة هذه الجمعية.
مرت السنين وتشرفت بتمثيل المملكة في معرض من معارض الجمعية أقيم في صالة عبدالله السالم، فأصبحت أكثر قربا وتعرفا لهذه الجمعية ومن فيها من التشكيليين في الكويت، ولا أخفيكم أن تلك الزيارة كانت حلماً لاكتشاف أكبر قدر عن هذه الجمعية نتيجة ما كنت أتابعه من أخبارها ومعارضها، من خلال ما يطرحه رائد الصحافة التشكيلية الخليجية الفنان رسول سلمان الرئيس الحالي للجمعية الكويتية للفنون التشكيلية ورئيس اتحاد جمعيات الفنون التشكيلية الخليجية ونائب رئيس رابطة نائب رئيس الرابطة الدولية للفنون، حيث كان في تلك الفترة من تاريخ الفن التشكيلي الخليجي راصدا لكل صغيرة وكبيرة في الفنون خليجيا وعربيا، في عدد من المجلات الكويتية أبرزها مجلة عالم الفنون التي أحرص على اقتنائها.
تبع ذلك زيارة أخرى خاصة لإحدى دورات معرض السنتين أنا والزميل عبدالرحمن السليمان في الثمانيات الميلادية أضفت فيها الكثير من المعرفة بواقع الفن التشكيلي الكويتي ومنها زيارة المرسم الحر الذي كان بمثابة أكاديمية للفنون يقوم عليه عدد من الفنانين المتفرغين من قبل الدولة.
كل تلك المواقف وما لحق بها من انقطاع في زيارتي لهذه الجمعية صاحبة التاريخ الكبير والمؤثر في مسيرة الفن التشكيلي الخليجي إلى أن منحت هذه الفرصة لأعود إليها وأرى ما أكسبني الكثير من المعرفة أبرزها وجود الجيل الجديد من الشباب والحيوية والديناميكية التي تعيشها الجمعية في المبنى والمعنى سأتطرق لها في الحلقة القادمة بإذن الله.
monif.art@msn.comفنان تشكيلي