ضمن الخبرات والتجارب الواقعية التي يقدمها الملتقى العالمي للمبدعين في التدريس الجامعي، الذي يقام في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، شاركت الدكتورة نبيلة عبدالعزيز الجابر الأستاذ المشارك في الكيمياء العضوية والمنتجات الطبيعية بجامعة الملك سعود بتقديم محاضرتها النموذجية للطالبات بعنوان "polymer party" في مقرر الكيمياء العضوية 2 للمستوى الخامس. وتهدف المحاضرة إلى تبصير الطالبات بالمنتجات الاستهلاكية وسبل الاستفادة منها، وتنمية الاتجاه العلمي لديهن باتباع الطرق العلمية في التفكير والملاحظة، فضلاً عن إدراك العلاقة بين الكيمياء والحياة.
وبدأت المحاضرة بتقديم الدرس باستخدام استراتيجيات التعليم الحديث بالتفاعل فيما بين الطالبة والمعلمة والعصف الذهني لاستذكار الدروس السابقة ومناقشتها ومن ثم تقسيم الطالبات لمجموعات مختلفة وطرح العديد من الأسئلة والصور؛ لتتوصل الطالبات لموضوع الدرس وهو polymer، الذي يعني اللدائن ذات الوحدات المتعددة، ومن ثم مناقشة الموضوع عملياً من خلال ربط الموضوع بالواقع، وطرح الطالبات للعديد من الأمثلة التي تحتوي على البوليمرات؛ وبالتالي تمكنهن من تحديد المواد المستخدمة فيه وأي منها يعد صديقاً للبيئة أو ضاراً بها. بعدها تم شرح الأرقام المدونة على المنتجات الاستهلاكية ودلالاتها، وهل هي آمنة أم لا، كعلب المياه والصابون والأكواب البلاستيكية والملبوسات.
بعدها استعرضت الدكتورة الجابر بعض النماذج الحية لتقريب المعنى للطالبات من خلال استعراض قصة واقعية لأحد الطلاب بإنشاء قاعة متنقلة من المواد البلاستيكية المعاد تدويرها، وكيف أن فكرته قوبلت بالسخرية، ومع ذلك تبناها عالم أمريكي، وبعد خمس سنوات من التفكير والتنفيذ أصبح حلمه مشروعاً قائماً، بإمكانه التنقل به عبر الباخرة، وتمت تجربة المشروع، واتضح أنه مقاوم للعوامل البيئية المختلفة. كما تضمنت المحاضرة النموذجية استعراضاً سريعاً لفيلم يتحدث عن البوليمرات ومكوناته الطبيعية والصناعية.
بعدها سُمح للطالبات بكتابة الملصقات الجدارية؛ ليوضحن من خلالها سلبيات الدرس وإيجابياته؛ لتتمكن المعلمة من تحديد أفضل الطرق وللاستفادة منها وتلافي السلبيات في الدروس اللاحقة.
وفي ختام المحاضرة شاركت الحاضرات بتقديم التساؤلات حول الدرس فيما يتعلق بالاستراتيجيات المستخدمة في التدريس والوقت المناسب لتطبيقها.
وقالت الطالبة هدى العنزي من جامعة الملك سعود: كان الدرس مفيداً للغاية، استطاعت من خلاله التفاعل مع المعلمة؛ لأنها اعتمدت على التطبيق وربطه بالواقع، وهذا أفضل من الطرق التقليدية التي كانت تضعف من مدى فهمنا للمادة. وأضافت آلاء الخثلان قائلة: استفدنا حقاً من المحاضرة، وتواصلنا مع المعلمة بشكل أكبر؛ لأن الطريقة التقليدية في التعليم تعتمد على أن نكون مجرد متلقين للمعلومة، والآن أصبح بوسعنا المشاركة في الدرس والاستفادة بشكل أكبر.