القاهرة - مكتب الجزيرة - محمد الرماح:
ألقى الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر كلمة أمام قمة الدول الإسلامية التي بدأت وقائعها أمس بحضور ما يقرب من 26 رئيس دولة، ويؤكد الطيب أن أهم الأولويات وأهم القضايا التي تهم الأزهر، وكذلك القادة ورؤساء الدول الإسلامية هي مَأساة إخوانِنا في فلسطين، ومُقدَّساتِنا الدِّينيَّةِ في القُدسِ التي تَعبَثُ بها رِياحُ المصالحِ الدوليَّةِ والمطامعِ غيرِ المشروعةِ، وأوضح الطيب في كلمته التي حصلت «الجزيرة» على نسخة منها، أن هذه القضية تُوجِبُ على كُلِّ محب للحقِّ والحريةِ أن ننتَصِر لها، وأنْ نردَّ عنها البغي والعدوان، فهذا واجبٌ إنساني عام، قبلَ أنْ يكونَ دِينيَّا كذلك، مضيفا أن ما يتعرض له إخواننا المسلمون «الروهنجيون» في جنوب ميانمار هو مأساة بكل المقاييس كما قالت الأمم المتحدة نفسُها، مشددا على ضرورة أن يرفع المعتدون هذا الجور العُنصرى الظالم عن مواطنيهم في هذه البلاد، التي وُلِدوا وعاشوا عليها، وأن يشعُر المعتدى المنتهِك لحقوق الإنسان أن عُدوانه لن يمر دُون مؤاخذةٍ وعقاب.
أشار شيخ الأزهر، إلى أن الأُخُوَةَ الإيمانيةَ هي الجامِعُ المقدَّسُ الذي يضمُّنا في رِحابِه، ويوحد كلمتَنا، ويدعونا إلى التضافُر والتعاوُن؛ واعلموا أنَّ كلَّ فردٍ في مصرَ يود أن يعبِر لكم عن مَشاعِرِ الإخاءِ والمودةِ، وأن مصرَ ستظل تقدم لأخواتِها جميعا أعضاءِ المنظمةِ كل ما يجبُ على الأخِ نحو أخيه، وشدد الطيب على مواجهة ظاهرةَ «الإسلاموفوبيا»، والعمل على إظهار سماحة الدين الحنيف، ورسالةِ القُرآن الكريم إلى الإنسانيةِ كافَّةً، مؤكدا أن المسلمين دُعاة تسامُحٍ وسلامٍ عادلٍ، وأنَّنا نحرصُ في جميع المنظَّمات والملتقيات التي نُشارك فيها، على حل المشاكل بالطرق السِّلمية، فمن الأَوْلَى أنْ نعمل على حلِّ ما عساه يُوجد من مشاكل فيما بيننا على أساسٍ من الإخاء، والرُّوح السِّلمية، والحوار البَنَّاء، بخاصَّة القضية السوريَة والعمل على الوقف الفوري لإراقة الدماء في هذا القطر الشَّقِيق.