تكاد ثقافة التطوع أن تكون معدومة في مجتمعنا، خصوصاً في ظل تنامي الإحساس الفردي عند الناس، بسبب غلاء المعيشة وتزايد المشانق الاقتصادية عليهم. اليوم، يدهشك من يشعر بمعاناة الآخرين ويقدم لهم كل أوجه المساعدة، فقط لوجه الله. هذا ما حدث مع الدكتورة ندى عادل الناجي، التي حققت حلمها في علاج الفقراء، بعد إنهائها دراسة الطب، وبحثت عن أكثر الدول فقراً، حتى اختارت تقديم المعونة الطبية في «بنجلاديش»، حاملة على عاتقها المساهمة في علاجهم، ونقل ثقافة الإسلام الواسعة، في «التعاون» مع كل محتاج.
وحكت الناجي لـ»الشرق» رحلتها التطوعية في العلاج «ما إن تخرجت حتى وضعت خطة متكاملة، تتضمن أكثر الدول فقراً في العالم، التي تحتاج مساعدة طبية، واخترت بنجلاديش، لشدة الفقر، والكثافة السكانية»، وأكدت الناجي أن هذه الرحلة غيّرت حياتها كاملة وجعلت طموحها أكبر.
لماذا لا نرى أطباءنا وطبيباتنا، وهم يقدمون خدمات تطوعية لمرضانا الذين يواجهون صعوبات في الحصول على العلاج الحكومي أو الأهلي؟! لماذا لم نسمع أو نقرأ عن طبيب خصص يوماً من أيام عيادته للفقراء والمساكين؟! والأمر لا يقتصر على الأطباء، بل على كل الشرائح المهنية، التي قد يسهم تطوعها في رفع المعاناة عن أناس بحاجة إلى العون.
فكرة أن الدولة هي الوحيدة المعنية بتقديم كل الخدمات للمواطنين والمقيمين، هي التي تجعلنا نشيح بوجوهنا عن التطوع، الذي لو جرَّبناه لشعرنا بنفس مشاعر الدكتورة ندى.