) اتخاذ القرار يقوم على مزيج من العقل والعاطفة.. أما صناعة القرار فبالإضافة لدور العقل والعاطفة هناك دور مهم آخر هو دور المحاباة.. فالمحاباة تُؤثر على المخ وتصنع الانطباع وتوجد المبرر وتساعد في تشكيل الإدراك وبالتالي تكون الصورة.. أليس الحكم على الشيء فرعاً من تصوره؟!.. فالمحاباة تؤثر في جمع الأدلة وحصر الأرقام وترتيب البيانات وقراءة النتائج.. ثم اتخاذ القرار.
) صانع القرار لا يُمكن أن يكون محايداً.. فهو يبدأ من منطلق منحاز، وإن حاول أن ينأى بنفسه عن ذلك.. فكل فرد لا بد أن يتأثر ببيئة التربية أو الحالة النفسية أو المكتسبات المصلحية أو المحصلة المعرفية.. لذلك فأسلوب معالجة البيانات وإجراءات جمعها لا بد وأن تنطلق من ذلك الانطباع المبدئي الذي قد يكون مع أو ضد.. المهم أنه لا بد أن ينطلق من نقطة بداية.. ونقاط البداية متطرفة دائماً لا متوسطة.
) كلما ارتفع مقام الشخص ومسؤولياته كلما زادت البدائل أمامه للاختيار.. والبديل المختار يصير قراراً.. قد يكون القرار من صنّاعه مستشارٌ واحدٌ أو فريقٌ من المستشارين.. لكن يتخذه شخصٌ واحدٌ هو المسؤول.. والناس لا يهمها صانع القرار والتاريخ لا يحتفظ بأسمائهم.. الناس يهمها متخذ القرار ومُتحمِّل مسؤوليته.. فالتاريخ يحتفظ باسم القائد الذي حقق غايته من اتخاذه القرار أو فشل فيه.. وإلا لكان صُنَّاع القرار من المستشارين هم الزعماء العظام.
) صانع القرار أو المستشار هو شخصية خطيرة يقوم بمهمة خطيرة.. لذلك لا بد من الأخذ بالحسبان حال المستشار لحظة الاستشارة.. وسماته الشخصية.. ومقدار معرفته بموضوع الاستشارة.. وحياديته وانتفاء مصلحته.. وموقعه بُعداً أو قُرباً من القضية.
) وعند عرض القضية على المستشار يجب ألا يُبدي صاحب القرار رأيه خشية أن يؤثر ذلك على رأي المستشار، فتضيع الفائدة المرجوة من استشارته.. حيث يُمكن أن يتأثر تفكير المستشار برأي رئيسه ويرى في رأيه رغبة لا يريد أن يُعارضها.. ويصبح بذلك كالبندقية المستأجرة كما يصف الغربيون أمثاله.
) أخيراً.. كثرة الاستشارة مضرة كقلة الاستشارة.. فإن كانت الاستشارة إعلاناً عن الرغبة في الاستفادة من خبرات وعقول الرجال، فإن كثرتها عنوانٌ للتردد وضعفٌ الشخصية.