|
تمير - فهد الفهد - صالح الدهش / تصوير - عدنان المقبل:
رعى سمو الأمير فيصل بن عبد الله بن محمد آل سعود وزير التربية والتعليم عصر أول أمس الاثنين حفل جائزة الشيخ إبراهيم السلطان للتفوق العلمي بتمير، وذلك بحضور سمو محافظ المجمعة الأمير عبد الرحمن بن عبد الله بن فيصل، وفور وصول سموه قام بافتتاح وقف المركز الخيري للجائزة، وبعد استراحة قصيرة شرف حفل الجائزة الذي حضرة نائب وزير التربية والتعليم الدكتور خالد السبتي ومعالي الشيخ سليمان الفالح ومدير عام التربية والتعليم بمنطقة الرياض الدكتور إبراهيم المسند والمشرف على مكتب سمو وزير التربية والتعليم الأستاذ عبد الحارثي ورئيس مركز تمير الأستاذ إبراهيم المنيع ومدير التربية والتعليم بمحافظة المجمعة الأستاذ عبد العزيز المسند وعدد من رؤساء المراكز بالحافظة المسئولين ورجال التربية والتعليم وأعيان مدينة تمير وأولياء أمور الطلاب المكرمين وحشد كبير من المواطنين.
وقد بدأ الحفل الذي أقيم على مسرح المركز بالقرآن الكريم، رتله الطالب عبد الله أيمن، ثم القى مدير التربية والتعليم بمحافظة المجمعة الأستاذ عبد العزيز المسند كلمة رحب فيها بسمو وزير التربية والتعليم وبسمو محافظ المجمعة والحضور، وأشاد بالجائزة وراعيها وهنأ الطلاب والطالبات وأولياء أمورهم بهذا التكريم، ودعا الله عن يكون حافزاً لهم ولزملائهم بتقديم المزيد من التفوق والنجاح، وشكر كل من ساهم في إعداد هذا الحفل، بعده ألقى الشاعر عبد الله سعد الغانم قصيدة بالفصحى، ثم ألقيت كلمة الجائزة ألقاها رئيس الجائزة الأستاذ سلطان السلطان استهلها بحمد الله سبحانه وتعالى على أن منَّ على خادم الحرمين الشريفين بالشفاء، متمنين له دوام الصحه والعافية, وقال: ها نحن اليوم نحتفل بزفاف كوكبة متميزة من أبنائنا وبناتنا في عرس علمي رائع يدخل عامه السابع عشر ألا وهو جائزة الشيخ إبراهيم السلطان للتفوق والإبداع العلمي بمدينة تمير والتي كانت دافعاً قوياً في إذكاء روح المنافسة الشريفة بين طلابنا وطالباتنا للظفر بالتفوق ونيل شرف الانضمام إلى ركب المتفوقين.
وهذا ما نلحظه في الميدان التربوي، وذلكم دليل على نجاح هذه الجائزه المباركة، فالحمد الله أولاً وآخراً أن هيأ للعلم وطلابه رجالاً يبذلون ما في وسعهم من جاه ومال قربة لله وخدمة للوطن الغالي الذي انتشرت فيه هذه الجوائز بتشجيع من ولاة الأمر -حفظهم الله- ومسئولي الدولة، وما رعاية سموكم وتشريف سمو الأمير عبدالرحمن بن عبداللآل سعود محافظ محافظة المجمعة عرسنا العلمي إلا دليل كبير على ذلك.
وأوضح أنه منذ انطلقت الجائزة حتى يومنا هذا تم تكريم (4010) طالب وطالبة و(51) معلماً ومعلمة من المتقاعدين والمتقاعدات، وكذلك (69) من حفظة وحافظات لكتاب الله كاملاً من جمعية تحفيظ القرآن الكريم الخيرية بتمير، وأيضاً الجائزة وتشجعياً منها للموهبة والإبداع لم تغفل هذه الفئة بل أصبحت من أولوياتها، حيث تم تكريم حتى يومنا هذا (147) طالب وطالبة من طلاب مدارس المحافظه ممن تفوقوا في مجال الموهبة والإبداع.
ثم ألقى الشاعر فهد المفرج قصيدة نبطية بهذه المناسبة، تلاها كلمة الطلاب المتفوقين، ألقاها نيابة عنهم الطالب بندر عبدالعزيز السنيد شكر فيها سمو الوزير والحضور والشيخ غباهيم السلطان على دعمه للجائزة، بعد ذلك قدم مجموعة من طلاب مدارس المحافظة أوبريت الشموخ من كلمات الشاعر فهد المفرج وأشراف الأساتذة محمد الشيحة وعبد الله السناني ومشاري البرغش وتدريب الأستاذ عبد الكريم الربيع والأستاذ سليمان الشويعر، ثم ألقى راعي الحفل سمو الأمير فيصل بن عبد الله بن محمد آل سعود وزير التربية والتعليم كلمة قال فيها: إن تشجيع الأوقاف والعناية بها وتطويرها بشكل مؤسسي هو جزء من رؤية سيدي خادم الحرمين الشرفين – حفظه الله وأمد في عمره – لدور الوقف في مستقبل هذا الوطن والأجيال القادمة، مستلهماً -رعاه الله- المفهوم العميق لهذا النظام الإسلامي الذي تُشكله الفطرة الخيرة والنظرة للنفع المستدام والرغبة في أجري الدنيا والآخرة, ومستلهماً كذلك الدور الحيوي للوقف عبر تاريخنا الإسلامي المجيد في بناء أشهر الجوامع والمشافي، والجامعات والمدارس ودور العلم وغيرها شواهد الحضارة الإسلامية, وإدراكاً من مقامه الكريم لما تعنيه الأوقاف في كثير من دول العالم اليوم من تشجيع للمسؤولية المجتمعية في التنمية والشراكة والتكامل مع الدولة فيما يحقق مصالح المجتمع عبر أجياله المتعاقبة.
لذلك فإن وزارة التربية والتعليم تسعى لتشجيع العمل الوقفي في التعليم ودعمه وحفز القادرين على بناء المؤسسات الوقفية التعليمية أو الوقف عليها, وذلك وفق أطر نظامية تكفل الاستمرارية والتطور والعمل المؤسسي.
ومن هنا يطيب لي في هذا ال يوم المبارك إطلاق هذا المشروع الوقفي الخيّر ليكون امتداداً لعديد من المشاريع الوقفية المباركة المعلنة وغير المعلنة التي يقدمها رجالات ونساء هذا الوطن الكريم, ونشعر حالها بالفخر والاعتزاز, لأن صفة البذل إحدى الصفات المضيئة والمشرفة التي تؤكد خيرية مجتمعنا, وفضله وكرمه, ورغبته في العطاء والمشاركة.. ولا عجب في ذلك, فالدافع دين كريم يحث على التكافل والتعاضد والعطاء والبذل فيما استخلفنا الله عليه من مال ينفق منه للزكاة والصدقة والوقف وإعانة المحتاج وإكرام الضيف ونشر العلم وغيرها من أوجه الخير وأبوابه الواسعة.
ويسرني وأنا أدشن هذا الوقف المعرفي الذي أوقفه الأخ إبراهيم السلطان خدمةً لدينه ثم لوطنه ولأبنائه وبناته من المتوفقين والمبدعين أن أستحضر معكم عدداً من المعاني: أولها أن الله لا يضيع أجر من أحسن عملاً، والثاني أن الإنفاق على تعليم الأجيال التعليم النوعي مهما كبر ومهما تعددت مصادره سيؤدي -بإذن الله- إلى تعزيز البناء التنموي, وسيكون عائده للوطن ولنا جميعاً أكبر وأهم, والثالث أن المبدعين والمتفوقين هم الأقدر في مستقبل الأيام على دفع بلادهم ومجتمعاتهم إلى مراكز أفضل في ظل ما يشهده العالم من تنافسية ومتغيرات حضارية ومعرفية وثقافية. وفي هذه المناسبة المعنية بحفز أهل الإبداع والتفوق نؤكد أن المجتمعات الإنسانية في حركة مستمرة, إذ يشهد عالم اليوم حركة التحول من مرحلة المجتمعات الصناعية إلى مرحلة أكثر تطوراً، وهي ما تسمى بمرحلة مجتمعات المعرفة التي تتسم بسمات عديدة، لعل من أبرزها العناية بالمبدعين من بنين وبنات, واكتشاف الموهبين وتبنيهم وتشجيعهم في سن مبكرة, وتوفير كل ما يمكّنهم من الإبداع والإضافة الفكرية والتقنية التي تسهم في تنمية المجتمع وتأثيره وقوته إقتصادياً ومعرفياً, ويتنامى في ظل ذلك وعي بأن هناك مصادر وثروات أهم بكثير من المصادر المعروفة والتقليدية... إن العقول البشرية أعظم هذه المصادر, فهي المصدر المتمتع بالصفات الأهم للقوة والاقتصاد والتنمية، لذلك نتج ما يعرف بمجتمع المعرفة القائم أساساً على التركيز على التعليم ونقل المعرفة وتراكمها, ثم توليدها واستثمارها في مختلف القطاعات الاقتصادية والاجتماعية.
ختاماً.. أبارك للأخ إبراهيم ولأسرته الكريمة هذا المنجز, وأسال الله أن يجزيه عن وطنه وعن أبنائه الطلاب والطالبات خير الجزاء, وأهني الأهالي في مركز تمير ومحافظة المجمعة والمحافظات والمراكز والمدارس التي تغطيها خدمات هذه الجائزة.. كما أزف التهنئة الخالصة للأبناء والبنات من المتفوقين المكرمين في هذه الجائزة وأهنئهم وأشد على أياديهم بحب وتقدير, وأؤكد لهم جميعاً أنهم أنفس وأثمن ما يملكه الوطن, فهو ينتظر سواعدهم الخيرة وعقولهم النيرة والمؤمنة ليكملوا المسيرة بل ويطوروها ويحسنوها -بإذن الله- وتوفيقه خدمة للدين والوطن.
والتهنئة موصولة لمن رعى الغرس واعتنى به بعد عناية الله إنها للآباء والأمهات أولياء الأمور, وكذلك لمعلميهم ومعلماتهم, وأقول لهم ولهن: هذا أول الغيث.. وأول الغيث قطرٌ ثم ينهمر!! نهم ينهمرُ خيراً لأنفسهم ولكم ولدينهم ووطنهم وللبشرية جمعاء بتوفيق الله, فبارك الله جهودكم وشكر مساعيكم وأقر أعينكم وأعيننا جميعاً بنجاحهم وتوفقهم.
وأكرر الإشادة بفكرة الوقف وأصحابها, ونتطلع جميعاً إلى مزيد من الأوقاف التعليمية في جميع أنحاء الوطن الغالي, كما أشيد بهذا التنظيم وهذا الاحتفاء, وكذلك باللمسة الإنسانية في تكريم المعلمين والمعلمات المتفاعدين, وهي ميزة إضافية تعزز من قيمة المشروع.
بعد ذلك قام سمو وصاحب الجائزة بتكريم الأديب محمد سعد بن حسين ثم تم تكريم المعلمين المتقاعدين والطلاب المتفوقين البالغ عددهم حوالي 200 طالب من طلاب التعليم العام والتربية الخاصة وحفظة كتاب الله عز وجل.