حضرت قبل عدة سنوات مع العديد من المسئولين حفلاً نظمته الهيئة الملكية للجبيل وينبع في مدينة ينبع برعاية الملك عبدالله حفظه الله، ويتعلق هذا الحفل بافتتاح الملك عبدالله العديد من المشاريع الصناعية والاقتصادية، وبعد انتهاء هذا الحفل الناجح في الساعة الخامسة مساء توجهنا لمطار ينبع من أجل العودة للرياض عند الساعة السابعة ولكن الذي حصل أن الطائرة المقرر أن نتوجه فيها للرياض تأخرت في الوصول لمدينة ينبع حوالي الساعتين بسبب ضغط الرحلات فقام المسؤولون بالمطار بنقلنا من صالة المغادرة إلى صالة الضيوف إلى حين وصول الطائرة وبعد فترة ليست بالطويلة فوجئنا بالأمير مقرن بن عبدالعزيز يدخل علينا في الصالة وكان وقتها أميراً لمنطقة المدينة المنورة والتي تعد ينبع إحدى محافظاتها وذلك بعد أن قام بتوديع الملك عبدالله ومرافقيه.

دخل علينا الأمير مقرن بوجه بشوش وابتسامة صادقة وكان يسلم على كل منا وكأنة يعرفه من مدة طويلة ثم جلس الأمير مقرن بيننا وكنا حوالي الثمانين شخصياً يعتذر لنا عن تأخر موعد وصول الطائرة ويسألنا عن مشاعرنا حول الحفل الذي حضرناه جميعاً كما يسألنا عن مدينة ينبع وكيف وجدناها وكل ذلك خفف علينا مشقة الانتظار.

عند ذلك أدركت أن هذا الرجل قد تجاوز الألقاب والمناصب إلى المعاني الإنسانية الرفيعة التي يبقى صداها في ذاكرة الناس وهو الأمر الذي دعاني للبحث عن سيرة سموه عبر مصادر البحث فعرفت أن حياة الرجل كانت كفاحاً وطموحاً فقد التحق بالعسكرية (القوات الجوية) منذ وقت مبكر ثم سافر إلى بريطانيا وتخرج من إحدى مدارسها العسكرية برتبة ملازم طيار سنة 1388هـ وبعد أن عمل في المملكة في هذا المجال لمدة معينة سافر للولايات المتحدة لإكمال تعليمه حيث حصل على دبلوم معادل للماجستير في تخصص أركان حرب حيث عاد للمملكة ليعين في مركز عسكري مهم بالقوات الجوية قبل أن يعين أميراً لمنطقة حائل سنة 1400هـ في قرار حكيم من الملك عبدالله حينما قرر إبراز هذه الكفاءة إلى الواجهة حيث أمضى في الأمارة عشرين عاماً ثم عين أميراً لمنطقة المدينة المنورة في سنة 1420هـ قبل أن يعين رئيساً للاستخبارات سنة 1426هـ وفي سنة 1433هـ عين مستشاراً للملك ومبعوثاً خاصاً له.

إذاً فإن تعيين صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء يوم الجمعة الماضي لم يأت من فراغ راجياً من الله أن يمد سموه بعونه وتوفيقه للقيام بهذا المنصب الهام تحت إشراف خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز وسمو ولي العهد الأمير سلمان بن عبدالعزيز أيدهما الله.