أجمعَ المراقبون والخبراء والسّاسة المختصون، على أن قرار خادم الحرمين الشريفين، القاضي بتعيين صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز آل سعود المستشار والمبعوث الخاص لخادم الحرمين الشريفين، بتولي سموه منصب النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء، قرار حكيم ومصيب وفي محلة وجاء في وقته الحرج، وقد تقبلّ المواطنون هذا الخبر بسعادة وفرحة بالغتين، ومليكنا المفدى -متعه الله بالصحة- بقراره الجريء، بدّد غيوم الإشاعة والخوف، وما كان يكتنف مشاعر البعض، نتيجة خوفهم على كيان وطنهم، جرّاء ما يشهده العالم من حولنا من اضطرابات لا يعلم تبعاتها ووجهتها غير الله سبحانه، لكن -مالها إلا رجالها- كان لها القائد المحنك أبو متعب، هذا القائد المؤمن، والقائد الذي همّ وطنه ومواطنيه يختلط مع مشاعره في حركاته وسكناته، نعم وألف نعم، المرحلة تقتضي مثل هذا التحرك السريع، لقطع الطريق على الخبيث المتربص، أبو متعب سدّده الله، وضع النقاط على الحروف وأكمل أضلاع المثلث، فارتاح الشعب وزال الهم والغم، بوطنيتي وحرصي على كيان هذا الوطن الغالي، كنتُ أترقب بفارغ من الصبر، مثل هذا القرار الملكي الصائب الصلب، الأمير مقرن بن عبدالعزيز قامة صلبة، متراكمة الخبرات ليس في الوسع جهله، تسلح بالعلم والإيمان، يكفيه فخراً تخرجه من مدرسة المؤسس غفر الله له، رجل متمرس في العسكرية الحربية، رجل خدم الدولة هنا وهناك، رجل سياسي مخضرم، رجل تمرس في إدارة شئون الحكم، رجل يتجسد التواضع في ملكوته، ما دعاني وأجبرني على كتابة هذا المقال، لقطة مصورة، جمعت سموه مع سماحة مفتي المملكة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ، لقطة هزّت أركاني وأدمعت عيني، وأصابت جسمي بقشعريرة، يا لها من لقطة أجاد مصورها، يستحق جائزة عليها، طرتُ فرحاً بها وبما تحمله من دلالات عميقة، أقلّها حبّ هذه الأسرة الحاكمة، للعلماء وأهل الفضل،هل رأيتم ما رأيته؟ هل رأيتم كيف يتشبث الأمير مقرن برأس سماحة المفتي وهو يقبله، قبلة التواضع والإجلال؟ يا له من موقف مشرّف للأمير نفسه، زاده الله بسببه رفعة وقبولا، ستكون هذه القبلة، شاهدة لهذا الأمير الشهم، لا شك ولا ريب أن التقدير والاحترام والحفاوة التي يحظى بها علماء هذه البلاد من لدن القيادة الرشيدة، بدءاً من مؤسس هذا الكيان الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- إلى هذا العهد الميمون، تُعدّ من السمات الظاهرة في سلوك هذه الأسرة الحاكمة العريقة والنبيل، وهو بالتأكيد نهج يعكس هذا التقدير للعلم والعلماء، ويُعدّ أنموذجاً حضارياً، يُرسّخ -كما قلتُ- قيمة التواضع، وهذه منقبة من مناقب أسرة آل سعود، التي يتوشحها الكبير والصغير منهم، حتى عُدّت من كريم أخلاقهم، الأمير مقرن وكما تنقل الأخبار، لديه في منزله مكتبة علمية، تحوي أكثر من عشرة آلاف كتاب، وهذا دليل كاف، لشغف هذا الرجل بالعلم والتزود به، وقد تواتر القول بشعبيته وبساطته وبشاشته، مما أضفى عليه سحابة من المحبة والقبول عند القيادة والشعب، خادم الحرمين الشريفين أعزه الله، بقراره الحكيم مع هذا الأمير الأمين، يكرس استقرار هذا الوطن، ويرسل رسالة قوية للشعب، أن الوطن في أيد أمينة، وفي نفس الوقت، صفعة قوية في وجه كل المتربصين، ولطمة جارحة في خارطة أهل الإشاعات، بين كل لحظة وأخرى يزّف الملك المفدى البشارات تلو البشارات للمواطنين، وما أحلى وأغلى البشارة، إذا كانت في شأن استقرار الوطن، نعم مثل هذه الخطوات والقرارات الملكية الموفقة، ذات الصلة بأمن واستقرار الوطن، هي التي يجب الفرح من أجلها، ولا يعقلها إلا أهل العقول الكبيرة أصحاب النظرات البعيدة، ونحمد الله أن هيأ لنا من أمرنا رشدا، ووفقنا بهذه القيادة الرشيدة، التي تُحسن تقدير الأمور والعواقب، وتستشرف المستقبل وتحتاط لظروفه متوكلة على الله، متمثلة توجيه شرعنا المطهر، بقوله (اعقلها وتوكل) نقولها مدوية في الآفاق، هنيئاً لك يا أبا متعب، وهنيئاً لشعبك الوفي، بساعديْك الأمينيْن (سلمان..ومقرن) حفظ الله بلادنا وأدام عليها نعمة الأمن والاستقرار والرخاء والازدهار.. ودمتم بخير.
dr-al-jwair@hotmail.com