لا أحد يرفض التقارب بين الدول الإسلامية، ولا أن يلتقي الرؤساء والقادة المسلمون مع بعضهم بعضاً بأمل أن يؤدي ذلك إلى حل القضايا العالقة بين الأقطار الإسلامية، وتعالج المشكلات التي تطرأ بين الحين والآخر. ولهذا، فإننا لا نعارض زيارة أحمد نجاد إلى مصر وتبكيره بيوم واحد من عقد قمة منظمة التعاون الإسلامي لعقد مباحثات مع الرئيس المصري محمد مرسي وكبار المسؤولين المصريين، وإن كنا نأمل أن يكون الرئيس الإيراني وفياً لما يلتزم به أمام المصريين، وأن لا يستغل هذه الزيارة لتحقيق أهداف طائفية يعي المصريون أخطارها وتحذر منها جمعيات وأحزاب إسلامية. إذ إنَّ أحمدي نجاد -وانسياقاً مع النهج الإيراني في التدخل في الشؤون الداخلية العربية- طلب زيارة ميدان التحرير، وهو ما دفع بالمصريين وهم المعروف عنهم حبهم للنكتة أن يكتبوا في تغريداتهم في التويتر بأن نجاد يرغب في التظاهر في ميدان التحرير ضد خامنئي وحكم الملالي، رغم أن ذلك يثير غضب الإخوان للعلاقة بين ملالي إيران وعمائمهم وإخوان مصر وذقونهم..!!
الطلب الآخر لأحمدي نجاد هو زيارته للجوامع والمواقع الإسلامية التاريخية في مصر، وهذا ما أثار قلق المصريين خاصة وأن لإيران سوابق في استغلال مثل هذه المواقع، فالإيرانيون حوَّلوا مرقد السيدة زينب في دمشق إلى مزار يزوره الإيرانيون بالآلاف، وبعضهم أقام في حي الزينبية كمجاورين واشتروا المنازل حتى حوَّلوا تلك الضاحية إلى ضاحية شيعية..!! سكانها من الإيرانيين والعراقيين والسوريين الذين تشيعوا.
وعند اندلاع الثورة السورية ضد نظام بشار الأسد بدأ نظام ملالي إيران يرسل مقاتلين إلى سورية بحجة الذهاب للصلاة عند مرقد السيدة زينب، والإيرانيون وبعد أن فتتح أحمد نجاد توجههم إلى مصر يعتزمون زيارة مسجد سيدنا الحسين في حي الأزهر الذي يتوقع أن يستقبل مئات الآلاف من الزوار الشيعة إذا ما وافقت السلطات المصرية على فتح الزيارة لهم، ليتحول حي الأزهر ومسجد سيدنا الحسين إلى منطقة شيعية في قلب القاهرة.
هذا، في الوقت الذي يحارب فيه نظام ملالي طهران أهل السنة في إيران رغم أنهم يشكلون الأغلبية في إيران، حيث يشكل أهل السنة الأغلبية في بلوشستان وكردستان والمناطق الشمالية الغربية، ونصف أهل الأحواز من العرب، ومع هذا لا يوجد جامع في طهران لأداء صلوات الجمعة لأهل السنة، فيما تفتح الدول العربية وجميعها من أهل السنة أبوابها للإيرانيين الصفويين لتشييع أهلها على مذهب ولاية الفقيه وإقامة بؤر طائفية في العواصم العربية السنية العريقة.
jaser@al-jazirah.com.sa