لا يختلف اثنان على أن الإعلام الجديد وعلى الأخص منه تويتر غدا لنسبة عالية من الناس محوراً لنشاطهم الاجتماعي والترفيهي أيضا، وأعتقد أن الوقت الطويل الذي يقضيه البعض في متابعته والتفاعل معه أثر في تشكيل نمط حياته، وإذا كان للتويتر جوانب إيجابية منها التواصل والتزويد بالمعلومة في إطارهما الصحيح والسليم فإلى هنا والأمر في وضعه الجيد والمؤثر بشكل إيجابي أما الأمر السيئ أو الجانب السلبي فيه فهو ما يبث فيه من شائعات وأكاذيب بل وقذف وشتم ومن المؤسف أن كل هذا الإسفاف يتناقله المغردون فيساهمون في اتساع دائرة انتشاره بين قاعدة عريضة من الجمهور المتابع دون تدقيق أو تمحيص بل وان البعض صار يستقي معظم معلوماته من تويتر دون أدنى محاولة لبذل الجهد في تحري الحقيقة، وهذا الاختلاف في مصدر الحصول على المعلومة اصبح له صدى ونتائج سلبية واضحة ألا وهي تفشي وباء الشائعة بل وسرعة انتشارها كسرعة النار في الهشيم كاتب الأكذوبة الأول ومبتدعها يستوقفني وأرى أنه أحد الشخصين، إما أنه يعاني من خلل في شخصيته يعوضه بابتداع الأخبار أو هو حاسد ينفس عن حسده والصفتان سيئتان في كل الأحوال ولعل هذا الأمر يجعلني أتساءل ما هي الحدود الفاصلة بين ما هو حقيقي وما هو إشاعة ؟ وبين ما هو جدير بالمتابعة وما هو جدير بالإهمال؟ وبين ما يستحق الرد وما لا يستحق.... كيف نتعرف على مصداقية المغرد وكيف نكشف كذبه وتعديه؟ من المؤسف ان مفهوم انتهاك الحرية الشخصية غائب عن البعض وما يمارس ويكتب من قبل البعض هو انتهاك صريح لهذا المفهوم ومن غير المقبول أن يبقى تويتر دون أدنى محاسبة أو ردع أو مساءلة أو حق قضائي، فان كانت هذه الوسيلة الاتصالية التي من المفترض استخدامها في إطارها الصحيح قد شابها الكثير من التجاوز فلا بد من حل، تويتر وسيلة مهمة للتواصل ولكن ما يعيبه تخاطف الإشاعات وكيل الشتائم والسباب والنيل من أعراض الناس وهذا ليس من خلق الإنسان الذي كرمه الله عن الخوض في الدنايا والغوص في الغيبة والنميمة.