يعتقد كل الفاشلين في الحياة أنهم مُصابون بالعين، أو (مسحورون) وهناك من ضرّهم في حياتهم، مع نسبة قليلة من المظلومين الذين حُطّمت أحلامهم!

ما يعنينا هنا هم (فئة المنضولين)، إذ ليس من المنطق أن نقبل بهذه الشماعة عذراً لكل إخفاق يلازمنا بسبب سوء تخطيط أو سوء إدارة أو سوء تقدير!

من غير المعقول أن تُلقي مخاوف الإصابة (بالعين) بظلالها على نفسية المجتمع وأفراده، لقد أصبنا بالإحباط مع ندرة وقلة قصص النجاح والتفوّق التي تُروى ويتم تناقلها بيننا، لقد أصبح الخوف (من العين) هاجساً يسيطر على الحراك الاجتماعي لدينا بدرجة مخيفة، يندر أن تدخل على رجل ناجح ولا تجده (يرقل ويرتعد) ويخفي إنجازاته ومكاسبه ودائم الشكوى وكل ما (زلّ لسانه) بمشروع أو صفقه قال لك (اذكر الله)، لأن العين ما خلته في حاله فهو مصاب بها ومكاسبه لم تعد 20 مليوناً، بل أصبحت لا تتجاوز الـ 18 مليوناً وحسبي الله على من ضرّ المسكين؟!

آخر لم يتركه أصحاب (العيون الضيّقة) في حاله.. فليس لديه سوى (3 زوجات) ولا يملك إلا 3 فلل على (رأس بلك)، ولا يصحو إلا قبيل الظهر لأن ما عنده (مدير يغثه) إلى آخره من (النعم)..

الرجل يعاني من (ضيقة صدر) أرجعها بعض (أهل الخير) إلى إصابته بالعين وهو (صغير) وهذا السر الذي منعه من تحقيق طموحه وأحلامه.. حسبي الله ونعم الوكيل!

انظر إلى محيطك القريب بكل مستوياته وشرائحه.. حتماً هناك من يرفل (بنعم الله) ولا يحدّث بها، هناك من يخفي كل نجاح خوفاً من العين!

الطريف أن الزوجة عندما (تهبل) بزوجها بكثرة الطلبات والضغوط ويعتذر عن الذهاب للسوق بسبب ضعف ميزانيته ويتابع (مباراة في كرة القدم)، تُعقد في اليوم التالي (قمة تشاورية) طارئة بين الزوجة وأمها وثلة من (المُصلحات) و(الخبيرات) لمعرفة كيف يمكن علاج الزوج من (العين) التي أصابته باستخدام (الماء المقري فيه) والعزايم إن لزم الأمر!

التظاهر (بالإصابة بالعين) قد يكون حلاً لكثير من المشاكل الزوجية المعقدة ؟! وحتى لمدربي المنتخبات أيضاً ؟!

خلونا (منضولين) والأجر على الله!

وعلى دروب الخير نلتقي.