|
بريدة - عبدالرحمن التويجري:
تعود قصة الحب والحرب من جديد عبر تأهيل مواقع تاريخية وتراثية في قصيباء 60 كلم شمال مدينة بريدة والتي تحتضن أطلال قصر عنترة بن شداد في مرتفع الجال الغربي لقصيباء والذي يسمى بالعنتريات. وتعمل السياحة مع بلدية قصيباء لتطوير وإعادة مسار تاريخي أسفل الجال والذي يمر بثماني حارات قديمة مترابطة في بعضها البعض بأبراج مراقبة ومزوعات في سبيل إعادة تأهيل الموقع والذي يحتوي على مزروعات ونخيل ومواقع لتربية الطيور.
وكانت جولة ضمت الدكتور جاسر الحربش المدير التنفيذي للهيئة العامة للسياحة والآثار في القصيم والمهندس عبدالكريم المشيقح رئيس بلدية قصيباء وصالح الراضي مرشد ومهتم في المجال التراثي قد حددت معالم انطلاق تأهيل البلدة القديمة في قصيباء والتي تعد أكبر متحف طبيعي مفتوح.
واطلع فريق العمل على بداية انطلاق التأهيل في تلعة العنتريات التي تضم بقايا قصر عنترة معلق في أعلى جبل، إضافة لبرج مراقبة يقع بالقرب من القصر بني من الحجر، فيما شاهد الفريق ثلاث بلدات تراثية تقع بالقرب من قصر عنترة بن شداد تحوي كامل عناصر الحماية والحياة في السابق، حيث تحتوي كل بلدة على سور حماية وبرج مراقبة يقابله برج آخر أعلى الجبل إضافة لحقول النخيل المحيطة في البلدة.
وقام الفريق بزيارة ثلاث مزارع يمتلكها مزارعون محليون تم تجهيز بعضها بعدد من مقومات المزارع حيث تحوي حيوانات تربية وحقول نخيل مزروعات مختلفة.. حيث استمع الفريق لشرح مفصل عن مشروع تربية الطيور في أحد الحقول الصغيرة والتي يتملكها مزراع محلي في قصيباء والطريقة الممكنة لتحويل الحقل لمشروع سياحة زراعية.
ويشير الدكتور جاسر الحربش إلى أن السياحة يجب أن تثري وتكون مصدر دخل للمزارعين المحليين في قصيباء.. وقال: سنعمل مع الشركاء في البلدية لتحويل قصيباء إلى موقع هام في خارطة المواقع التاريخية والتراثية على مستوى السعودية، مشيراً إلى أنهم سيعملون مع المجتمع المحلي لتبني مبادرات وإطلاقها من هناك لجذب لمواقع إيواء مختلفة في قصيباء.
وأضاف الحربش: من المهم توفير مواقع يذهب لها الزائر في قضاء يوم متكامل وسط حقول النخيل ومعايشة تجربة زراعية مختلفة بالقرب من مواقع تاريخية وتراثية وتوفر خيارات متعددة في هذا الموقع.
وبيّن الحربش أن التأهيل سينطلق من قبل بلدية قصيباء عبر وجود مجتمع متفاعل مع إعادة الحياة للمواقع من خلال حماس المزارعين المحليين في إعادة تأهيل مزارعهم بالتزامن مع إعادة الحياة لهذه المواقع
فيما يشير فهد الراضي رئيس مركز قصيباء إلى أن المنطقة تعد موقعاً مهماً في خارطة الباحثين والمهتمين في الأدب العربي لورود مواقع مهمة في معلقات الشعراء وهي تصف مواقع لا تزال موجودة وقائمة
وقال الراضي إن مشروع إعادة تأهيل البلدة القديمة سيكون بمساعدة المجتمع المحلي والذي يعد مضيافاً ويجيد الكثير من الفنون.
وتعد قصيباء منخفضاً جيولوجياً ضخماً ينتصف فيه أرض سبخة تتجمع فيها المياه التي كانت تضخ عبر أكثر من 24 عيناً جارية في السابق.
وتحتوي قصيباء على قصور طينية بنيت بطرق هندسية تتعايش مع الوضع في السابق، حيث تراعى فيها الحماية الأمنية للماء والتمر التي تشتهر فيه المنطقة.. وتعد أحد ممرات الحج الشهيرة في الجزيرة العربية في السابق ومحطة من محطات تجار العقيلات الذين ينطلقون من مدينة بريدة بتجاه العراق والشام
ويشير الباحثون لوجود حياة في قصيباء منذ زمن بعيد، وتحتوي مواقع في قصيباء على غابات الاشجار المتحجرة كما يذكرها الباحث الدكتور عبدالعزيز بن لعبون أستاذ الجولوجيا في جامعة الملك سعود والذي يعتبر قصيباء مهمة في خارطة السياحة الجيولوجية.