القاهرة - مكتب الجزيرة - طه محمد:
حذر رئيس لجنة السياسات العامة بالمجلس الوطني الانتقالي الليبي فتحي محمد البعجة من خطورة التدخل الأجنبي في شؤون بلاده. وقال إنه «سيعد كارثة كبيرة، خاصة وأن الأرضية الحالية في ليبيا يملؤها الفوضى والفساد وعدم التراضي بين الناس». لافتا إلى أن قرار بريطانيا وألمانيا بسحب رعاياهم من بنغازي يعد إشارة واضحة بأن ليبيا بلد غير آمن!. وأبدى البعجة في ندوة «ليبيا بعد ثورة 17فبراير إلى أين»، التي أقيمت على هامش معرض القاهرة الدولي للكتاب، مخاوفه من الميليشيات المسلحة، التي من الممكن أن تعمل على إحداث انقلاب عسكري، مشيرا إلى أن «هذا الانقلاب سيناريو محتمل حيث إن هناك مجموعات مدعومة من الخارج، ومعها قوة السلاح». وشدد على ضرورة المطالبة بتفعيل القضاء حتى يكون هو السلطة الأولى قبل السلطات التشريعية والتنفيذية. مؤكدا أن الاستجابة لمطالب الخارج موجودة لدى بعض المسؤولين من رجال الدولة، أما الإصلاحيون فإن استجابتهم الفعلية هي فقط لمطالب الناس. وحذر من خطورة استغلال الثورة المضادة لكل المشاكل التي تعاني منها بلاده حاليا. مستشرفا عدة مشاهد مستقبلية قد تتجه إليها ليبيا بعد الثورة منها استمرار الحال كما هو عليه من فساد وفوضى وعدم تحقيق لأهدافها، أو العودة إلى مناخ خارطة الطريق التي نص عليها الإعلان الدستوري. وقال إن المجرمين المطلوبين للعدالة أصبحوا يتجولون الآن في البلاد بعد أن فتح نظام القذافي السجون لهم في آخر أيامه. مشددا على ضرورة الإسراع في أن تخطو ليبيا نحو تحقيق المصالحة الوطنية والعدالة الانتقالية.