|
أوضح الدكتور بسيم يعقوب استشاري أمراض المخ والأعصاب بالمجمع الطبي بالعليا الحاصل على الزمالة البريطانية أن مرض التهاب الأعصاب الحموي الحاد (متلازمة جيلان بيري Guillain Barre) ينشأ نتيجة حدوث التهاب في المايلين المغلف للألياف العصبية. موضحاً أن هذا المرض يسبب ضعفاً يبدأ عادة في الساقين ثم ينتقل بسرعة، على مدى أيام قلائل، إلى باقي الجسم مثل الذراعين وأحياناً عضلات الصدر فيعيق عملية التنفس وقد يسبب أيضاً ألماً وتنميلاً، وتتفاوت الأعراض ما بين درجات خفيفة أو شديدة.
عدوى فيروسية أو بكتيرية
وأشار استشاري المخ والأعصاب إلى أن سبب هذه الحالة غير معلوم حتى الآن، على الرغم من اعتقاد الأطباء بأنه يتصل بتفاعل جهاز المناعة تجاه عدوى فيروسية، وقد يسبب أعراضاً مشابهاً للمرض لدى المصابين بعدوى فيروس الإيدز. وعادة ما تظهر الأعراض بعد عدة أسابيع من العدوى الظاهرية، كأن يصاب المرء بنزلة برد مثلاً، أو سعال، أو نزلة معوية وإسهال.
مضاعفات متعددة
وأشار إلى أنه يعتقد أن الأجسام المضادة نفسها التي تكافح العدوى تهاجم على سبيل الخطأ الغلاف العصبي أيضاً، مما يؤدي إلى التهاب مدمر، موضحاً أن متلازمة جيلان بيري ليست حالة شائعة، فهي تصيب عدداً أقل من 4000 نسمة كل عام.
وفي العادة يكون العلاج المستخدم في علاج المرض هو بروتين المناعة، جاما جلوبيولين، الذي يتكون من أجسام مضادة تعوق الأجسام المضادة المسببة للمرض، أو عملية فصل البلازما، التي يتم فيها ترشيح الأجسام المضادة الضارة من دم المريض في عملية أشبه بقيام الكلية الصناعية بترشيح الدم وتنقيته، وقد تجرى للإقلال من حدة الأعراض ومدتها الزمنية.
الشفاء التام واستعادة الحركة والإحساس
وقال الدكتور يعقوب أنه في الحالات الشديدة قد يحتاج الأمر لجهاز تنفس صناعي، وقد يستخدم أنبوب تغذية لإطعام المريض. وأغلب المرضى يشفون تماماً ويستعيدون حركتهم وإحساسهم بالكامل خلال فترة تتراوح بين بضعة أسابيع إلى شهور. مشدداً على أهمية المراجعة السريعة للطبيب لما لها من دور فاعل ومؤثر في الشفاء سريعاً.
- د.بسيم يعقوب