يشكّل الزميل والأخ الأكبر داود الشريان علامة فارقة لدى المشاهد العربي، فهو صاحب (كراكتر فريد) من الصعب تكراره على الشاشات العربية!

داود الباحث عن الحقيقة دوماً قد لا يعرف عنه المشاهد العربي والسعودي على وجه الخصوص غير تلك (الستين دقيقة) التي تنطلق بعد تحرك عقارب الساعة الثامنة مساء كل يوم، عندما يحين موعد الطرح الجريء والفريد لقضايا (شائكة) من الصعب أن تجمع أو تنثر بعيداً عن تلك الطاولة التي يبدأ (مدعيها العام) بعبارته النجدية الشهيرة التي تذيب كل الحواجز وتترك البساط احمدي: مساكم الله بالخير.. اليوم سنتحدث عن؟!

المشاهد لا يعلم أن (الرجل الستيني) يبدأ يومه منذ الثامنة صباحاً متقداً بروح الشباب، وعلى مدى أكثر من 13 ساعة يقود ويناقش فريقاً يعد (الأكثر احترافاً) اليوم في الإعلام السعودي، صنعه بعزيمة فهو لا يكل ولا يمل من المتابعة والتعديل من أجل أن تأتي (الستين دقيقة السعودية) مُلبية لطموحات وآمال كل من برمج ساعته البيولوجية، وضبط ساعته الزمنية على (الطلة الشريانية)؟!

مع احترامي الكبير لكل البرامج العربية وهامش الحرية الممنوح لها، يظل (الثامنة) مغرداً خارج السرب بمحتواها وسقف حرية النقاش الوطني والسعودي الخالص الذي وصل إليه!

السر أن (داود) لا يعمل لنفسه فقط (كي يكبر) مثل بقية المذيعين العرب، (داود) مختلف، لأنه يجاهد ليصنع جيلاً إعلامياً سعودياً متفوقاً قادراً على الطرح والنقاش في واحدة من أكثر المحطات العربية مشاهدة على الإطلاق، تماماً كما فعل (دون هيويت) منتج البرنامج الأمريكي الشهير (60 Minutes) لفريقه عبر قناة SBC الأمريكية والذي أخرج نجوم الإعلام الأمريكي من أمثال مايك والاس، ومورولي سيفر!

(هيويت) كان مُبهراً منذ الرابع والعشرين من سبتمبر 1968م وعلى مدى عشرات السنين ظل الأمريكان متسمرين ومتشوقين لسماع (القصص) كل يوم، وكذلك داود مبهر وسيكتشف السعوديون يوماً ما أن (الثامنة) صنع جيلاً إعلامياً!

تعلمت الكثير ضمن هذا الفريق، الذي أغادره اليوم إلى مضمار آخر قريب من (أبي محمد) وفريقه.. فكم أنا فخور بهم!

وعلى دروب الخير نلتقي.