ارسل ملاحظاتك حول موقعناMonday 04/02/2013 Issue 14739 14739 الأثنين 23 ربيع الأول 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

محليــات

خارج إطار حسابات المزايدين، والذين يتهمون كل من ينتقد نتائج الثورات العربية بأنه يقف مع الأنظمة المخلوعة، نستطيع أن نقول إنه حتى اللحظة لم ينجح أحد، فسجل تنظيم الإخوان المسلمين في مصر - منذ توليه السلطة وحتى الآن - يثبت أنه لا علاقة له بالسياسة من قريب أو بعيد، فمع أنه سعى للوصول إلى كرسي الحكم بشتى السبل، والتنازلات، إلا أنه عندما جلس على الكرسي، أخذ يتخبط بشكل يوحي بأنه لا يفقه أبجديات السياسة، ناهيك عن أن يستطيع التعامل مع مشكلاتها العميقة، وملفاتها المعقدة، ولعل التفصيل في هذا قد يصبح مملا.

كان يعاب على نظام الرئيس مبارك أنه لا يقيم وزنا للمواطن، وربما أن حادثة مقتل الشاب خالد سعيد كانت إحدى الشرارات التي أشعلت الثورة، ولم يكن أحد يتصور - حتى في أسوأ الكوابيس - أن يرى مشاهد مشابهة لذلك في مصر ما بعد الثورة، ولكن الكابوس تحقق، فقد شاهدنا ما يفوق ذلك، وفي مناسبات عدة، كان آخرها مشاهد التعذيب، والسحل التي تعرض لها مواطن مصري عند قصر الاتحادية قبل أيام، وهو منظر بشع ومقزز لدرجة لا توصف، وقد سبق ذلك مشاهد أخرى، منها إطلاق النار على المشيعين في بور سعيد، وهو الحدث الذي تندر عليه المصريون بالقول إن الرئيس مبارك كان يقتل القتيل، ويمشي في جنازته، أما حكومة الإخوان فهي تقتل القتيل، وتقتل من يمشي في جنازته!، فما هي دلالات كل هذا الفلتان الأمني؟.

من المعلوم أن حكومة الملالي في طهران تعتمد في حمايتها، وقمع معارضيها بشكل أساسي على قوات الحرس الثوري، وهي قوات مؤدلجة، وشرسة، هدفها الوحيد حماية النظام، ولا شيء غير ذلك، ويبدو أن حكومة الإخوان في مصر، وهي حليفة استراتيجية لحكومة الملالي، مهما حاولت أن تنكر ذلك، تتوق إلى إنشاء قوات مشابهة في مصر، أي شرطة إخوانية مؤدلجة، تكون مهمتها الوحيدة حماية النظام الإخواني، وعندها فقط تستطيع أن تفرض رؤيتها كما تشاء، وتتحكم بمفاصل حياة الناس كما تريد، ولهذا فإن بعض المحللين المصريين يعتقدون بأن هذه المشاهد المشينة للشرطة المصرية، والانفلات الأمني غير المسبوق في مصر، هو مؤامرة إخوانية محبوكة، هدفها تشويه سمعة رجال الأمن، ما يجعل تأسيس شرطة إخوانية خاصة بديلة حلما قريب المنال!. فهل سيتحقق الحلم؟!.

نعم، قد ينجح الإخوان، وأرجو أن لا يزايد علي أحد بالادعاء بأن أمريكا لن يسمح لهم بذلك، فالتاريخ يقول بأن أمريكا لا تكثرث إلا بمصالحها، ومصالحها فقط، أما حرية الشعوب، ورفاهيتها فهي في آخر سلم أولوياتها، وهذه هي الحقيقة المجردة، فهل سيتم تمرير هذا المشروع الديكتاتوري الجديد، والمتمثل بتأسيس «حرس ثوري إخواني» في مصر، على غرار الحرس الثوري الإيراني؟، هذا ما سنعرفه في المستقبل القريب، فلننتظر ونرى.

ahmad.alfarraj@hotmail.com
تويتر @alfarraj2

بعد آخر
الحرس الثوري المصري!
د. أحمد الفراج

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة