(أقبل بعضاً من الفساد الديمقراطي، وبعضاً من الحرية الديمقراطية، لكن لن أقبل بدكتاتورية بلا حرية أبداً!..)
وأضيف.. أقبل ببعض الفساد المالي مقابل إنجازات ملحوظة، ولن أقبل بسوء إدارة وتدهور وغباء اقتصادي ومزيد من الفقر تحت غطاء نزاهة مزعوم!
لا أتذكر لمن قرأت الجزء الأول، لكني لا أملك إلا أن اتفق مع الفكرة أو النظرية العامة وازيد عليها.
وتحديدا ونحن نراقب هذا المشهد الفريد مع الإخوان وجماعاتهم وتخبطهم السياسي - المقصود للتفرد بالسلطة!
في أشهر خسر الإخوان الكثير من رصيدهم الشعبي الذي أسسوا له لعقود، وانكشفوا سياسياً لدرجة يتمنى المتعاطفون معهم انهم بقوا في المعارضة للابد ولم يتصدروا السلطة والسياسية، إلا أنني اردد دائماً ان دخولهم كان ضرورة تاريخية لتنكشف الحقائق عبر التجربة، مهما كانت مريرة، ولحسن الحظ أنها قصيرة.
وكم أتمنى وجود استطلاعات محايدة تكشف بالأرقام هذا المشهد الذي نشاهده من معالم السقوط التالي للإخوان ودولتهم، التي تؤكد كل المؤشرات أنها تقترب من لحظة السقوط السريعة.
لم تعد مطالبة القوى السياسية الأخرى بما فيها السلفية والدعوية، والمطالب الشعبية الضخمة والمتصاعدة في كل المحافظات المصرية تقريباً تطلب المشاركة أو تنتقد أسلوب الإدارة والتفرد بها، تلك مرحلة انتهت، المطالبة الجماعية في مصر اليوم بإعادة بناء المشهد السياسي بالكامل قبل انهيار مؤسسات الدولة ومؤسساتها، بفعل الإدارة اللارشيدة لجماعة الإخوان.
سقطات الإخوان كانت ولا تزال شاملة، ابتداء من محاصرة الحريات الإعلامية في أمة مصرية كانت ثورتها من أجل الحريات!
وهناك قائمة طويلة من المواقف مع أشخاص ومؤسسات تعرضت لمضايقات واستدعاءات وتحذيرات بل هناك من تعرض لإصابات!
واكبر سقطات الجماعة اقتصادية، فهي لم تعطِ البعد الاقتصادي ما يستحق، ولم تنظر إليه على انه منطقة حساسة غير قابلة للانعزال عن المحيط بكل مؤثراته السياسية والأمنية وحتى النفسية، لذا تراجع الاقتصاد في أشهر وزاد الفقر، ولم تغير في صورة الفساد أشياء ملحوظة أبدا. بل عملت على تكريس مصالحها الخاص، ودعم نفوذ من ينتمي إليها.
فالثورة - التي اختطفها إخوان المرشد - لم تحقق أي شيء من أهدافها، سرقت الثورة، كما سرقت كل السلطات، والدستور برمتها، وكما تحاول جماعة بسذاجة ملحوظة حذف تاريخ أمة مصرية عظيمة!
لتسجل في وقت قياسي فشلاً أقل ما يقال عنه إنه ذريع ومدوٍّ وفاضح، خسرت الجماعة أسطورتها في مصر والمحيط الإقليمي، ودولياً اصبح ذاك التنظيم الدولي المزعوم للإخوان مجرد أسطورة أخرى لمراهقة سياسية وإدارية لم تبلغ سن الرشد!
أكتب وأنا أشاهد اكثر من قناة فضائية إخبارية وعامة، مصرية وعربية وأجنبية وعودة الصوت المصري الواحد، “ارحل” و”الشعب يريد إسقاط النظام”، إلا أن المقصود هذه المرة الرئيس مرسي وحزب الإخوان - حزب الحرية والعدالة.