ارسل ملاحظاتك حول موقعناSunday 03/02/2013 Issue 14738 14738 الأحد 22 ربيع الأول 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

من أطرف المعارك الاجتماعية هي تلك المعركة الحامية الوطيس التي دارت لفترة ليست بالقصيرة بين (أبو سروال وفنيلة) وهو مسمى نسائي موجه للشباب وبين (أم ركبة سوداء) وهو مصطلح أطلقه الشباب على النساء! بعد هذه المعركة التي غطى غبارها ساحات مواقع التواصل الاجتماعي،

أعلن المراهق الشاب انتصاره التام وهو إعلان من طرف واحد لم يؤكده طرف محايد! ولأنه يعتقد أنه انتصر فلقد خرج متحدياً مرتدياً سرواله وفانلته تعبيراً عن تحديه للطرف الآخر وإمعاناً في ايذائه، وأنه يعتز بتلك الوصمة التي وصم بها وهي محاولة لقلب الخسائر إلى مكاسب! ولكنه في الحقيقة يؤكد التهمة الموجهة إليه بأنه ينقصه الكثير من الاتيكيت والعناية بمظهره! بينما لا دليل يؤكد صحة تهمة الشباب للبنات! ولعلي أوكد ان هذا الصراع الذي جعل الشاب يخرج بملابس تعتبر داخلية ولا تلبس إلا في البيت، هو فرع من صراع آخر يمارسه الكبار فيما بينهم من خلال تنكيت كل منهم على الآخر! فعلى وجه الخصوص يتبادل المتزوجون تعليقات ونكات يتم تداولها عبر الرسائل القصيرة و(الواتس أب) وغيرها.

تنتقص من الآخر وتتناول طريقة اللبس والاتيكيت بشكل خاص وهي نكات لها أعراض سلبية قد لا تظهر في وقتها!

أبو سروال وفنيلة استطاع أن ينفذ من جدران المجتمع إلى الشارع ويعلن عن نفسه في مرات سابقة، حيث يريد أن يقول إنه كائن مختلف لا يريد أن يعيش في جلباب أسرته ربما لأن هذا الجلباب لم يعد مقنعاً له! وفي محاولة منه للتعبير عن تمرده فلقد زاول ارتداء الملابس المختلفة من بناطيل (طيحني) ولبس الحلق والسلاسل و(الكدش) وغيرها من الصرعات قبل أن يصل به الأمر إلى استخدام السروال والفنيلة للتعبير عن ما يشعر به من تمرد ورغبة في الاختلاف والتميز!

بعد قرار هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي سيمنع هذا الزي المخجل في الأماكن العامة، فإن معركة أبو سروال وفنيلة والركب السوداء سوف تعود مجدداً إلى دهاليز الإنترنت ولن تخرج إلى الشوارع لتثير الرأي العام والاشمئزاز، ولكننا نأسف على كيفية ادارة شبابنا بنات وأولاداً لاختلافاتهم وجعل الأسواق والمولات هي ساحة للنزال غير المتكافئ! كان إعلان الهيئة بمنع أبو سروال وفنيلة من دخول الأسواق موفقاً في توقيته فالشتاء سوف يحد من ظهورهم بسبب البرد! وهذا سيجعل الهيئة والبرد عاملين لاختفاء هذه الفئة ولو مؤقتاً، فوجودهم يتسكعون بالأسواق هو أمر خادش للحياء ومناف للذوق العام! ولعل هذا القرار الموفق من الهيئة يجعل الشباب يتعلمون أن من الحياء ومن الذوق عدم ايذاء مشاعر الناس، وان التحدي الحقيقي أمامهم هو الظهور كرجال ينتظرهم المجتمع يتصفون بالجد وتحمل المسؤوليات والتخلص من الملابس لهدف أو لآخر لن يكون من الصفات التي يحق لهم أن يفخروا بها!

alhoshanei@hotmail.com

(أبو سروال وفنيلة) مصطلح نسائي تورط فيه الشباب!
فهد الحوشاني

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة