صحافي عربي: علي الطلاق إن المسلسل يا للي بتعرضوه على شاشتنا (مسلسل صيني) بنفهمش منه إشي!.
رئيس اتحاد المنتجين: أنت صحيح بتفهمش، لأنه المسلسل هاظ (كوري)، وبتعرفش حجم الـ SMS يا للي بيوصل لطلب نسخة منه على الـ DVD لأنه الناس بتقدرش تشوفه في وقت العرض!
اشتعل هذا النقاش الناري على صفحات الجرائد لأن صحافياً عربياً انتقد ما يقدمه تلفزيونه المحلي، وللوهلة الأولى نكتشف أن المشاهد في كل البلدان العربية دائم الانتقاد لما يعرض على التلفزيون الرسمي، حتى لو كان ما يعرض هو من إنتاج (النخب الأول) من الأعمال السينمائية، بعكس المحطات غير الرسمية التي لو قدمت أي نوع من (الهشك بشك) تجد المشاهد العربي (فاق فمه) و(مبحلق عينيه) ويصفق منبهراً بما يعرض!
سمعة التلفزيونات الرسمية والصورة الذهنية التي ترسخت في عقل المشاهد العربي تحتاج لعمل دؤوب ومضنٍ لتغيير هذه النظرة (الخاطئة) في المجمل، لأن الحقيقة تقول إن الكثير من التلفزيونات في البلدان العربية تحسنت (برامجها) كثيراً وأصبحت تنظر للمشاهد بأهمية كبرى لأنه أصبح يملك خيارات متعددة (وريموته بيده) ويمكنه الهروب لهذه القناة أو تلك فهو غير مجبر على مشاهدة تلك المسلسلات أو السهرات التي تعجب المعد أو رئيس البرامج أو منفذ الفترة كما كان أيام زمان!
قنواتنا الخليجية والسعودية تحديداً تنبهت لهذا الأمر، وقامت بحزمة من خطوات (التطوير والتجديد) في المحتوى وطريقة العرض، وبدأنا نشاهد مسلسلات من إنتاج هذه السنة وبرامج أكثر قدرة على طرح المشكلات والحلول، ولكن المشاهد ما زال (هارباً) إلى القنوات الفضائية الأخرى؟!
طبعاً لو رجعنا إلى (النقاش أعلاه) بين الصحافي ورئيس اتحاد المنتجين لوجدنا أن الأخير يقول: المسلسل الذي تنتقده عرضته أهم المحطات العربية الفضائية خلال شهرين فقط وحقق نجاحات واسعة...إلخ.
وهنا برأيي (تختلف الطبخة) فلا أعتقد أن مجرد استنساخ ما يُقدم على المحطات الفضائية من مسلسلات وبرامج كاف لجلب وإعادة المشاهد المحلي للمحطات الرسمية، لأن هناك (مزاجاً عاماً) يجب مراعاته عند تقديم الوجبة كاملة!
وهو الاعتراف بأن المشاهد يملك (المنيو) اليوم ويختار ما يريد، فلا يمكن أن نقدم له طبق (تبنياكي) مع (شوربة عدس) حتى لا يصاب بالتخمة!
وعلى دروب الخير نلتقي.
fahd.jleid@mbc.netfj.sa@hotmail.com