مقرن بن عبدالعزيز اسم كبير، وشخصية جذابة، توافرت فيه صفات القيادة منذ بواكير شبابه، أخذ أمس موقعه المناسب في الوقت المناسب، وقد أهله لذلك ثقة المليك بقدراته وإخلاصه، كما هو تراكم الخبرات الثرية لديه أميراً لمنطقتين مهمتين - المدينة المنورة وحائل - ورئيساً للاستخبارات العامة، وقربه من خادم الحرمين الشريفين مستشاراً خاصاً له، والتأهيل العلمي والعسكري الذي سبق كل ذلك في بناء شخصية الأمير المحبوب.
* * *
كان الأمر الملكي بتعيين الأمير مقرن نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء - وهو قرار مسدد وموفق - قد سبقته أوامر ملكية وبينها وفي طليعتها وأهمها اختيار الملك عبدالله بن عبدالعزيز للأمير سلمان بن عبدالعزيز ليكون ولياً للعهد ونائباً لرئيس مجلس الوزراء وزيراً للدفاع، وقد جاء هذا الاختيار تتويجاً لرحلة تاريخية حافلة بالإنجازات الكبيرة والعظيمة التي تمت على يدي سموه، وتقديراً من الملك عبدالله لكفاءة وقدرات ومواهب سلمان بن عبدالعزيز.
* * *
هذه القرارات والأوامر والاختيارات من ولي الأمر، وقد شملت أيضاً أمراء مناطق ووزراء وأعضاء للشورى، تؤكد أن المملكة قادرة على ملء أي فراغ في هياكل وأجهزة الدولة وفي أي وقت، وأنها بقيادتها الرشيدة وقدراتها وخبراتها في إدارة الحكم لا يمكن أن تغفل عن مصلحة مواطنيها ووطنها في ظل توسع الأعمال والمتطلبات، فكيف بها أن تغيب أو يتوقع أن تغيب مع هذه التطورات على مستوى المنطقة والعالم.
* * *
إذاً فتعيين الأمير مقرن بن عبدالعزيز، إنما يصب في اتجاه السياسة الحكيمة والرشيدة التي رسمها الوالد المؤسس، وهي إذ تأخذ هذا المنحى انطلاقاً من أهمية أن يوضع الرجل المناسب في المكان المناسب، فقد فعل الملك عبدالله ذلك مع الأمير مقرن وغير الأمير مقرن من الأمراء والمواطنين، وهدفه أن تحافظ أجهزة الدولة على كفاءتها، وأن يستمر تفاعلها مع كل مستجد بالتطوير والتحسين ورفع مستوى الكفاءة.
* * *
مسؤوليات كبيرة ومهمة وكثيرة تنتظر الأمير مقرن بن عبدالعزيز في موقعه الجديد، وهو - كما نعرف عنه - على قدر كبير من الكفاءة والقدرة والإخلاص والحرص على أن يكون في مستوى ثقة مليكه وولي عهده ومواطنيه، أعانه الله ووفقه في تحمل ما أسند إليه من موقع جديد وعمل أهم ومسؤوليات أكبر.