|
الجزيرة - محمد العيدروس:
لم يكن أمراً مستغرباً أو مفاجئاً للعامة تعيين صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء، بأمر ملكي كريم أصدره خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - أيده الله - ظهر أمس، حيث حفلت مسيرة سمو الأمير مقرن بن عبدالعزيز ذو الـ(68) عاماً والأصغر سناً بين أبناء المؤسس الراحل الملك عبدالعزيز - رحمه الله - بمحطات عملية مضيئة حافلة بالإنجاز والعطاء والشواهد الحيّة على الأرض.
وشكَّل سمو الأمير مقرن بن عبدالعزيز علامة فارقة في السياسة السعودية من خلال ثقة متنامية حظي بها من لدن المليك المفدى. وتولى حقائب مهمة في الدولة منذ أن أكمل دراسته العسكرية وتخرجه برتبة طيار في عام 1968م.
بدأت مسيرة سموه بتعيينه أميراً لمنطقة حائل وأمضى فيها قرابة العشرين عاماً بدأت منذ عام 1400هـ، وأسهم سموه بشكل فاعل في تطوير المنطقة، وكان مثالاً للنزاهة والإخلاص.
وكانت محطة سموه الثانية تعيينه أميراً لمنطقة المدينة المنورة خلفاً للأمير الراحل عبدالمجيد بن عبدالعزيز عام 1420هـ.
وتزايدت ثقة المليك المفدى وقناعاته في قدرات أخيه الأصغر بأن أسند له تولي حقيبة الاستخبارات العامة خلفاً للأمير نواف عام 1426هـ، وقدّم سموه خلال إدارته للإدارة نماذج متطورة في العمل الإداري وفتح قنوات مباشرة لهذا الجهاز الحساس مع المواطنين، كما وضع لبنات حيّة في انطلاقته وطبيعة المهام التي يؤديها، فظل سموه في الجهاز حتى نهاية شعبان 1433هـ.
وتتالت المناصب التي تقلدها سمو الأمير مقرن حينما عينه خادم الحرمين الشريفين مستشاراً ومبعوثاً خاصاً له.
وكالات الأنباء تبث التعيين
سارعت وكالات الأنباء العالمية «رويترز» و»الفرنسية» ووكالات الأنباء العربية والإسلامية ومحطات التلفزة العالمية ببث خبر تعيين سمو الأمير مقرن بن عبدالعزيز نائباً ثانياً في المملكة، وأفردت تحليلات واسعة لمسيرة سموه.
تجرد من المظاهر وبشاشة مع الجميع
عُرف عن سمو الأمير مقرن بن عبدالعزيز بقدر عال من التواضع والتجرد من المظاهر والبشاشة الدائمة في تعاملاته مع من حوله. ودوماً ما تتسم علاقة سموه بالمواطنين بالتواضع والبساطة والحرص على لقائهم والاستماع إليهم في أجواء أقرب ما توصف بالعائلية.
ويتذكر أهالي منطقتي حائل والمدينة المنورة جيداً الفترات التي تقلّد فيها سموه إمارتي منطقتيهم وحرصه على تلبية مطالبهم والاستماع إليهم والجلوس مع صغارهم وكبارهم بعيداً عن الرسمية والتكلف.
سموه رأس لجنة الحج
وفي فترة مرض سمو الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز - رحمه الله - تقلّد سموه بالنيابة إمارة الحج، ورصدت الجزيرة موقفاً مضيئاً لسموه مع ضيوف الرحمن وحرصه على الالتقاء بهم فرادى وجماعات دون قيود، كما حرص على رعاية جميع الفعاليات التي وجهت له لحضورها وآخرها حفل بسيط لأفراد الكشافة المشاركين في موسم الحج، حيث حضر سموه مرتدياً إحرامه وشاركهم حفلهم والتقط الصور التذكارية مع كل من طلب منه ذلك في صورة جماعية تعكس عمق العلاقة بين القيادة والمواطن.
وعلامة «صداقة» مع رجال الإعلام
تفاعلت علاقة سمو الأمير مقرن بن عبدالعزيز برجال الصحافة والإعلام وتوطدت منذ أن تقلّد إمارة حائل فالمدينة المنورة ثم الاستخبارات العامة. ولم يتجاهل سموه يوماً اتصالاً من إعلامي أو صحفي يستفسر أو يسأل عن مشروع ما أو قضية معينة.
وعايشت «الجزيرة» عبر محرريها في أوقات متفاوتة مثالية وجسراً مفتوحاً لسموه مع رجال الإعلام سواء هاتفياً أو مباشراً. ويحسب لسموه الكريم مواقف عديدة كسر خلالها الرسمية والروتينية في الاجتماعات الرسمية ليفسح المجال لرجال الصحافة ليسألوا ما شاءوا. ولعل مناسبة الاحتفال بتدشين كرسي سموه لأمن المعلومات وتوقيعه لاتفاقية الاستخبارات مع جامعة الملك سعود خير شاهد على مهنية سموه حينما فتح المجال شخصياً لرجال الإعلام بالجلوس أمامه والاقتراب والطلب من رجال الأمن الابتعاد تماماً عن الصحفيين ليطرحوا كل الأسئلة التي لديهم عن الاستخبارات.
وترك ذلك المؤتمر الصحفي وتصريحات سموه صدى كبيراً كونه لأول مرة يتحدث عن جهاز الاستخبارات وآماله وتطلعاته وعزم الجهاز توظيف النساء وفتح قنوات تعاون فاعلة مع الجميع إلى جانب تخصيص هاتف مفتوح للاستخبارات السعودية على مدار العام.