الدمام - فايز المزروعي:

أكَّد خبراء بالقطاع النفطي لـ«الجزيرة» نية عدد من الدول الآسيوية رفع طاقة وارداتها في عام 2013م كنوع من التحوط ضد أيّ نقص محتمل في الإمدادات، وخوفًا من وصول الأسعار إلى مستويات كبيرة، كما حدث في السابق عند الإعلان عن بدء تطبيق الحظر على إيران.

وقال الخبير النفطي الدكتور محمد بن خليص الحربي لـ«الجزيرة»: إن أسعار النفط تعتمد في ارتفاعاتها مستقبلاً على عدَّة عوامل، من أهمها في الوقت الحالي استمرار التوتر في الشرق الأوسط، مما يؤثِّر بدوره على زيادة المخاوف من نقص الإمدادات، وبالتالي توقعات زيادة الطَّلب على النفط من قبل الدول المستهلكة للنفط كالصين وكوريا الجنوبيَّة والهند وغيرها من الدول الصناعيَّة في آسيا.

وأوضح الدكتور الحربي الذي كان يشغل منصب المنسق الإقليمي للتلوُّث النفطي في الخليج العربي، أن سلعة النفط بالذات لا يمكن عزل تأثرها بالعوامل السياسيَّة أو الجيوسياسيَّة، فدائمًا تكون أسعار مرتبطة بذلك بخلاف نظرية العرض والطَّلب، فمن المعروف أن أسعار النفط تتسم بدرجة أعلى من التذبذب مقارنة مع الكثير من السلع الأخرى.

وأشار في الوقت ذاته إلى أن التحدِّي القائم في عام 2013 يتمثَّل في كيفية الحدّ من تقلُّبات أسعار أسواق النفط العالميَّة، والحد من تأثير هذه التقلُّبات على المستهلك والمنتج، وعلى التخطيط بعيد المدى لصناعة الطَّاقة عمومًا.

وكان المحلل والخبير النفطي الكويتي حجاج بوخضور قد توقع في وقت سابق عدم انخفاض أسعار النفط، نظرًا لاستخدام الولايات المتحدة الأمريكيَّة هذه السِّلعة كأداة ضغط على شركائها، حيث تسعى أمريكا إلى رفع أسعار النفط على شركائها كي ترتفع أسعار منتجاتها، إِذْ يُعدُّ ذلك أمرًا إستراتيجيًّا تتبعه أمريكا في حال وجود عجز لديها في أحد الجوانب، ومع بقاء هذه السياسة قائمة وبقاء العوامل الجيوسياسيَّة قائمة، فإنّه ستبقى احتمالات ارتفاع أسعار النفط قائمة في عام 2013م.

وارتفع خام برنت صوب 116 دولارًا للبرميل أمس (الجمعة) وهو أعلى مستوى له في أكثر من ثلاثة أشهر، ومن المنتظر أن يسجل برنت أكبر مكسب أسبوعي له في شهرين بينما يتجه الخام الأمريكي للارتفاع للأسبوع الثامن على التوالي في أطول سلسلة مكاسب منذ أغسطس 2004م. وفي السياق ذاته، أعلنت منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) أن سعر سلة خاماتها الـ12 ارتفع الخميس الماضي بحدود 87 سنتًا ليستقر عند معدل 112.30 دولار للبرميل بعد أن كان 111.43 دولار للبرميل يوم الأربعاء الماضي. وبينت نشرة وكالة أنباء (أوبك) أن المعدل السنوي لسعر السلة للعام الماضي كان 109.45 دولار للبرميل، حيث تضم سلة (أوبك) التي تُعدُّ مرجعًا في مستوى سياسة الإنتاج 12 نوعًا تشمل خام صحاري الجزائري، والإيراني الثقيل، والبصارة العراقي، وخام التصدير الكويتي، وخام السِّدر الليبي، وخام بوني النيجيري، والخام البحري القطري، والخام العربي الخفيف السعودي، وخام مريات، والخام الفنزويلي، وجيراسول الانغولي، واورينت الإكوادوري.