أسعدتم صباحاً.. وما أجمل صباحات يوم الجمعة خير يوم طلعت عليه الشمس، بعد إخفاق الأخضر.. نصبت المشانق وأحضر الجلادون عصيهم وهراواتهم.. وما أصعب أن تجلد الذات وأنت تظن أنك تعاقب الآخر، لأن الجناة بات من المؤكد أنهم لا يعلمون لماذا؟
ولأن الجلادين لم يطلبوا قبل تنفيذ أحكامهم تقرير «نفي الجهالة» هنا يكون جلد الذات وفق منظور الشكل العام؟! أضف إلى ذلك أن جلد الذات يتأتى حين تقرّبني اليوم وقد أبعدتني أمس، وكذا العكس.. ذلك لاعتبارات ليست رواسخ ثابتة.. بل تتغير وفق متغيرات مكانية وزمنية تنشأ على أعمدة الوقت المتسارعة.
منتخبنا انبرى النقاد وغير النقاد إلى تجريمه؛ كل يرى بروايته الخاصة جانباً يراه سلبياً ويعلق عليه أسباب النقد، بدأوا بالمدرب «ريكارد» والتشكيك بقدرته الفنية، وربما وصل الأمر إلى التشكيك بإخلاصه لعمله مع المنتخب السعودي، ثم عرجوا على اختيار اللاعبين والتدخلات اللارسمية ممن هم قريبون من صناع القرار.. ثم فتحوا النار على «الاحتراف» ومغبة الترف والإسراف بعقود ورواتب اللاعبين.
كل ذلك طرق، وطرق للأسف أدنى منه بكثير لأنني سمعت أحد الضيوف بإذاعة «روتانا» يقول «إنه يوم أسود على اللاعب السعودي حين يبلغ باختياره للمنتخب» تصوروا إلى هذا الحد وصل الأمر بنا من توسيع رقعة النقد لتصل إلى الخطوط الحمراء إطلاقاً لم يكن منطقيا ولا عقلانيا طرح مثل هذا الأمر وأجده لا يضيف رأي الشارع الرياضي بالمملكة إلا امتهاناً ونقصاً في وطنية اللاعب السعودي، ولا يمكن أن نقبل أو نتوجس أي مزايدة على حب الوطن وخدمته.
معظم الآراء والأطروحات للأسف فقاعات لا تلبث أن تتلاشى بحكم قزمية النظرة وترحل الفكرة وانحسار المدلول.
وبهذا المقام أقول ولا أنكر: إنني انتقدت آلية الاحتراف لدينا والإفراط والتفريط في أمور شتى أدت إلى التأثير على اللاعبين.. لكن هناك أمرا غاب أو غيب عن التطرق له وهو -انحسار النجوم- بهذه الحقبة الزمنية للرياضة السعودية.
ارجع لذكرياتك خلال عشرين سنة، أقل أو أكثر، مسلسل أحداث أدوار كرة القدم لدينا وبطولات الخليج وآسيا ومشاركاتنا بكأس العالم.
تجد أننا كنا الأفضل فنياً ومعنوياً في ذلك الوقت، وتجد هناك «قاب» داون في الجذب والاجتذاب لمتابعة عطاء الكرة السعودية.
أنت الآن تتابع الدوري السعودي، فكر بينك وبين نفسك، دون أن تدخل الميول بالأمر.. تساءل.. أي مباراة ترغب وتحرص على مشاهدتها لأنها جاذبة بحكم وجود النجم الفلاني.؟
أي نجم الآن يستهويك ويشبع ذائقتك الرياضية؟ أين هو المبدع الذي يجبرني على متابعته ويسحرني بسحر الساحرة كرة القدم أين هو ومن يكون؟
على من تتفرج؟ أين توارت النجوم؟
للأسف لا يوجد من يجذبك على المستطيل الأخضر حالياً.. كان ياسر القحطاني؟ وبنصف عين الآن ممكن تتابع الشهري، العابد، بصاص، أقول بنصف عين وربما تغمضها أو «تعركها» أحياناً؟
أرجع للوراء تذكر قافلة النجوم.. هل يمكنك أن تفرط بمباراة يلعبها «الفيلسوف» يوسف الثنيان.. هل تنشغل عن ما يمكن ان يطربك به يوسف وماجد عبدالله والغشيان والمصيبيح والنعيمة وسامي وغيرهم.. أولئك بإساءة كانوا يلوون الأعناق ويجبروننا على مشاهدتهم والتصفيق لهم أما الآن نتابع من؟!
إذن، فإن هذا السبب هو ما أضعف المستوى العام للكرة السعودية وجاء المنتخب بكم دون كيف؟
الرسام.. طار.. من الهلال
نعم، هم الهلال لا يضم بين جنباته إلا النجوم حتى وإن غابت أو غيبت يبقى الهلال هو الأمس في صنعها وتقديمها.. هالني ما قرأت بأن الموهوب الخليجي الجديد «عمودي» كان ضمن صغار الهلال لكنه لظروف الجنسية غادر البلاد ووجد ضالته في الشقيقة الإمارات وكان الاحتواء الذي صنع من اللاعب بطلاً قومياً حتى الآن.
كيف طار «الرسام» عمودي من الهلال ليرسم إبداعه خارج النادي وخارج الأرض؟ لنكون أكثر حرصاً على اكتشاف المواهب ورعايتها وهناك أكثر من «عمودي» حتماً ولكن أين الكشاف ذو النظرة الفنية الثاقبة.
نقاط عجلى!
- زاوية: الجمعة الماضية تم نشرها بصحيفة حرب الإعلامية الإلكترونية أقدر لمسؤولي الصحيفة مبادرتهم هذه ومتابعتهم والشكر للزميل دويحان العلوي مدير الأخبار الذي يتمتع بعلاقاته الجيدة.
- أثبت اللاعب «عمودي» كما أثبت غيره أن لاعباً واحداً يصنع ا لفارق مع أي فريق على الرغم من وجود عشرة آخرين إنه النجم السوبر؟
- أسامة هوساوي علامة فارقة بدفاع الأهلي أعاد للفريق هيبته وتوازنه كيف لا وهو «مصقول» في معمل المعادن الثمينة ليخرج «ماسة» زرقاء..؟
وقفة:
النجم لا يجذب في مداراته.. إلا الكواكب..؟!
إعلامي سعودي