النشاط الرياضي صناعة المستقبل ،،،

لقد تابعت ندوة التسويق الاستثمار والتسويق الرياضي والتي أقيمت خلال الأيام الماضية بمعهد إعداد القادة بالرياض ، والتي ركزت على آلية الاستثمار الرياضي ومميزاته ومعوقاته وما إلى ذلك من نشاطات مرتبطة به ، وهذا يحسب للرئاسة العامة ودورها الفاعل في تنمية الفكر والوعي العام وتحفيزه نحو الاستثمار في المجال الرياضي بصفة عامة ،،،

نظرا لكون النشاط الرياضي بصورة عامة جاذبا للجماهير ، وكرة القدم بصورة خاصة لما تمتلكه هذ اللعبة من شعبية واسعة على مستوى العالم يلاحظ أن هناك تغيرا جذريا في ممارسة هذه اللعبة سواء على مستوى اللاعبين أو الأندية خلال العقدين الماضية ، فقد تحول اللاعب من هاوٍ الى محترف ، وتحول النادي من مكان يدار من قبل بعض عشاقه بصورة فردية تطوعية الى كيان يدار بصورة احترافية مبنية على العمل المؤسسي كما هو معمول في أغلب أندية أوروبا ،،،

وها نحن نسير على نفس الخطى في سبيل الوصول إلى الإحترافية على مستوى العالم سواء كلاعبين أو كأندية كرة القدم وما سن تلك القوانين ولوائح للاحتراف من قبل اتحاد كرة القدم وكذلك وتأسيس رابطة دوري المحترفين إلا لكونها من أهم الخطوات لتأسيس البنية التحتية والقاعدة الصلبة للانطلاق نحو مواكبة الأندية العالمية .

ولعل ما يجري حاليا من منح الأندية ترخيص الاتحاد الآسيوي لكرة القدم يعد من الخطوات الفعالة والضرورية لتنظيم تلك الأندية وتجهيزها نحو العمل المؤسسي المنظم والمحترف ، وتعد الرخصة من الخطوات المساعدة والدافعة نحو خصخصة الأندية الجاري العمل على تنظيمها وإخراجها بصورة قابلة للتنفيذ بالمستقبل القريب .

وما رأيناه في الماضي القريب من دخول الاستثمارات سواء على مستوى الأفراد أو الشركات للأندية لهو خير دليل على تحول النشاط الرياضي من رياضي ترفيهي إلى رياضي استثماري أيضا ، فرعاية الشركات للأندية وكذلك رعاية شركة زين للدوري السعودي لأندية الدرجة الممتازة ، ومن ثم حصول شركة عبداللطيف جميل على حقوق الرعاية للدوري بمبلغ أعلى وسنوات أطول فإنه المثال الحي على ارتفاع عائد الاستثمارات الرياضية ،،

بل إن ما حصل مؤخرا من رعاية شركة ركاء لدوري أندية الدرجة الأولى لمدة ثلاث سنوات يؤكد على هذا التوجه نحو دخول الاستثمارات مجال كرة القدم وقدرة هذا النشاط على جذب الشركات ورؤوس الأموال للاستثمار به ،،

كما يدخل ضمن الاستثمارات الرياضية كل ما يتبع ذلك من نشاطات مصاحبة سواء كالإعلانات داخل وخارج الملعب أو الإعلانات على قمصان اللاعبين أو أجور النقل التلفزيوني وما إلى ذلك ، هو بكل تأكيد استثمار له مردود مالي مجزٍ للأندية وكذلك الشركات المستثمرة به بل وقابل للزيادة ،

وتخضع تلك الاستثمارات بالطبع لمعادلة العرض والطلب فكلما زاد عدد الجماهير والمتابعين للدوري زادت عروض الشركات للرعاية وارتفعت قيمة عقودها بعلاقة طردية .

حيث إن الاستثمار في الرياضة يهدف إلى زيادة رأس مال النادي أو زيادة موارده عن طريق تشغيل الأموال واستغلالها بهدف زيادتها ، ويمكن بعد ذلك استغلال تلك العوائد في تمويل الأنشطة الرياضية الأخرى والوصول بها إلى مستوى أفضل من الناحية التنافسية على المستويين المحلي والعالمي .

وتتنوع تلك الاستثمارات في القطاع الرياضي عن طريق مجالات عدة كاستثمار المنشآت الرياضية للنادي وتأجيرها ، كذلك تحول الأندية نحو التجارة عن طريق إنشاء شركات تجارية بالعلامة المسجلة للنادي يكون هدفها تشغيل أموال النادي في الأنشطة التجارية ويعود ريعها للنادي ، أو إنشاء قنوات رياضية تلفزيونية للأندية تغطي بها نشاطاتها الرياضية المختلفة ، أو عن طريق الدخول في المجال العقاري كمتلاك مجمعات تجارية أو فنادق ومنتجعات أو العمائر متعددة الأدوار بحيث يكون ريعها للنادي .

بعد ذلك يتم تحويل الأندية الى شركات مساهمة كما هو الحال في الأندية الأوروبية مما سيزيد من حجم رأس مال تلك الأندية وهذا ما سيتم قدومه في المستقبل القريب بإذن الله عن طريق الخصخصة ، بحيث يتم العمل بها بداية كشركات مساهمة مقفلة وبعد ذلك يتم طرحها للتداول قي سوق الأسهم ،،

ويمكننا القول إن الاستثمار الرياضي هو الفرصة القادمة نظرا لتطور تلك الصناعة وانتشارها، وستكون لدينا بيئة استثمارية جاذبة لأصحاب رؤوس الأموال إذا ما تمت الخصخصة تشجعهم للدخول في مجال الاستثمار والصناعة الرياضية ، مما سينعكس وبكل تأكيد بصورة إيجابية على جودة وفعالية الأداء الرياضي للأندية وكذلك على مستوى تصنيف الدوري العام مقارنة بالدول الأخرى ، ومن ناحية أخرى سيدفع عجلة الاقتصاد من خلال رافد جديد وفرصة استثمارية سواء للمستثمر أو للأفراد سواء كاستحداث وظائف جديدة أو استثمارات الأفراد من خلال دخولهم في تلك الشركات الرياضية .

ماجستير الإدارة الرياضية