ليس عيباً أن نقول: إن لدينا مشاكلَ في المشاريع، خاصة عند مواجهتها للظروف البيئية، مثل الأمطار أو العواصف، العيب أن نتجاهل هذه العيوب، وألاّ نلتفت لكل أحاديث الناس ومقالات الصحافة وبرامج التلفزيون، ومعروف أن ثمة خللاً متواصلاً في عمليات تسليم بعض المشاريع الإنشائية في المملكة، ومعروف أيضاً أن هذا الموضوع يأخذ حيزاً مهماً من اهتمامات المواطنين ومن طرح الإعلاميين، والسؤال هو:
- متى ننتهي من هذه القصة المقلقة؟!
ما حدث في جدة قبل ثلاث سنوات يحدث اليوم في تبوك، وسيحدث في مناطق أخرى، إن لم تكن هناك حلول نهائية لهذه الأزمة المتواصلة، والتي يظن المسؤولون أنها لن تظهر، لأن أمطاراً بالحجم الذي هطلت فيه على جدة أو تبوك، لن تكون.
الأمطار بحكم الغيب، ولا أحد يعرف حجم غزارتها إلا الله، والمفروض أن تكون هناك هيئة حكومية مستقلة (طالبت بها أكثر من مرة) لمراقبة سير تنفيذ المشاريع، ولتقييمها بعد انتهائها، ضماناً لمطابقتها للمواصفات وقدرتها على الوقوف في وجه كل الظروف البيئية، مهما كان حجمها. وإن لم يتحقق ذلك، فإن مطراً خفيفاً قد يشكل خطراً على مشروع أقيم على أساس أن لا أمطار ستهطل، وهذا الخطر المحتمل، هو السبب في أن يفقد المواطن الثقة في المشاريع، ويعتبرها ليست لرفاهيته، بل عبئاً عليه.