أخبار الخير تتوالى كما يقال في الأمثال الشعبية. إن المتابع لمسرح قطاع الطاقة السعودي و ما يتعرض له من تحديات كبيرة قد تأثر عليه سلبا في المستقبل القريب و البعيد على حد سواء يجد الكثير من الخطوات الإيجابية و الزخم الإيجابي لكثير من المبادرات الحكومية و الخاصة التي بدأت محاربت مبدأ إهدار الطاقة الذي مع الأسف الشديد تغلغل في المجتمع السعودي في جميع مجالاته الصناعية و التجارية و السكنية و الدينية حيث أصبح مبدأ إهدار الطاقة يمثل السواد الأعظم في جميع مشاريع البنية التحنية العامة و الخاصة فأصبح تحديا استراتيجيا للمملكة العربية السعودية يمثل خطرا كبيرا قد يقلل من دورها الأساسي عالميا المتمثل في تصدير البترول و إمدادات الطاقة (الكثير من مشاريعنا الصناعية و التجارية و الدينية و خطط التطوير العمراني لمددنا الكبيرة لم تضع في الحسبان مبدأ الترشيد و كفاءة الطاقة المانع للهدر).
فنجد مثلا تصريح أكثر من رائع لمعالي وزير الكهرباء بإلزام استخدام العزل الحراري في المباني و منع إيصال التيار الكهربائي للمباني المخالفة وذلك اعترافا من الوزارة بأن نسبة كبيرة من هدر الطاقة يتمثل في عدم وجود عوازل في المباني مما يزيد من استهلاك التكييف في جونا الحار. وحبذا لو طبق هذا الشرط أيضا على جميع المشاريع الكبيرة الحكومية و الخاصة التي تستهلك طاقة هائلة للتكييف. كما أتمنى أيضا أن تقوم الحكومة بدعم مواد العزل الحراري العالية التكلفة –حاليا- و ذلك بإلغاء أو خفض الجمارك لتشجيع المواطنين على الإلتزام بتطبيق هذا الشرط و عدم الالتفاف و التلاعب عليه.
كما نجد أيضا مجهودات مشكورة للمركز السعودي لكفاءة الطاقة بمدينة الملك عبدالعزيز للعوم و التقنية، ومجهودات أكبر من قبل صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سلمان نائب وزير البترول و الثروة المعدنية الذي يقود جهودا مشكورة لتطوير و تطبيق الخطة الوطنية لترشيد و رفع كفاءة الطاقة، و ما توقيع مذكرات التفاهم لدعم مشاريع ترشيد و رفع كفاءة الطاقة في قطاعات حيوية كبيرة صناعية و تجارية و سكنية مثل شركة أرانكو السعودية –أكبر شركة بترول في العالم- و شركة سابك –فائد الصناعات البتروكيميائية السعودية غي مدينتي الجبيل و ينبع- و صندوق التنمية العقاري و وزارة الإسكان التي تشرف على مشاريع الإسكان في جميع مناطق المملكة العربية السعودية دليل واضح لفعالية هذه الجهود التي بدأت تعطي ثمارها.
كما لا أنسى الجهود التي تبذل حاليا لرفع ثقافة الترشيد في المجتمع السعودي من قبل بعض الوزارات و ذلك من خلال عقد المؤتمرات و الندوات المتخصصة في الترشيد ورفع كفاءة الطاقة خاصة وزارة الكهرباء و المياه و وزارة البترول و الثروة المعدنية و مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم و التقنية و أخيرا شركة أرامكو.
أتمنى أن يستمر هذا الزخم و هذه الجهود المشكورة لتشجيع الترشيد و منع هدر الطاقة و رفع الكفاءة في جميع الوزارات و الهيئات و الشركات خاصة وزراة التعليم العالي و ما تقوم به من بناء مدن جامعية في جميع مناطق المملكة و وزارة الشؤون الإسلامية لترشيد الطاقة و منع الهدر القائم حالياً في آلاف من المساجد و وزارة البلديات و الشؤون القروية لإدخال مفهوم ثقافة الترشيد و رفع كفاءة الطاقة في خطط التطوير العمراني و أخيرا وزارة التربية و التعليم التي تقود مشاريع جبارة لبناء آلاف من المدارس و إدخال ثقافة الترشيد في المناهج الدراسية.
قبل فترة زمنية وجيزة ليست ببعيدة كنت متشائما للوضع القائم من هدر للطاقة في هذا الوطن المبارك، و اليوم من خلال هذه الجهود المشكورة و الأخبار السارة يسعدني أن أكون متفائلا بمستقبل زاهر يحد من الهدر و يحفظ لنا طاقتنا، تطبيقا لمبادئ الإسلام الكريمة التي تحث على عدم الإسراف و هدر الأموال (الطاقة).
www.saudienergy.netTwitter: @neaimsa