** جهتان يلاحظ المنصف أنهما من أكثر الجهات التي تتعرض للنقد القاسي سواء بالمجالس أو الصحف أو في شبكات التواصل الالكتروني وبدءاً أوقن أنه ليس هناك جهة فوق النقد أو في حصانة عنه لكن المطلوب النقد المنصف فهاتان الجهتان واحدة منهما تحافظ على أرواحنا والثانية على أخلاقنا.
* أما الجهة الأولى فهي إدارات المرور فالمرور وأضرب مثلا بمرور الرياض لكوني أعيش فيها.. فأنا أرى ويرى غيري أنه يبذل جهداً كبيراً للحفاظ على الأرواح والحد من الحوادث، ولتنظيم السير، ومع كل هذا فالمرور يتعرض أحيانا لنقد قاس وأحيانا يجيء النقد بسبب خطأ يلغي كل الجهد الذي يبذله رجاله في مدينة تضم أكثر من خمسة ملايين شخص وتجوب طرقاتها عشرات الآلاف من السيارات، والنقد مرة أخرى مطلوب لكن النقد الموضوعي وأنا من أوائل من نقدوا «ساهر» في بداية تطبيقه وكان نقدي حول آليات التنفيذ ولكن عندما عولجت أكثر هذه الملاحظات كان من - واجبي وقد فعلت وواجب غيري وقد فعل بعضهم - أن نثمن النتائج التي حققها «نظام ساهر» وحسبنا أن آخر إحصائية توضح انخفاض الوفيات بنسبة 22 % وكذا الشأن بالإصابات والمنومين بالمستشفيات.
***
* أما الجهة الثانية التي تحافظ على أخلاقنا والتي تتعرض للنقد القاسي بحق وبدون حق فهي «هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر» وأستغرب حقيقة أن البعض منا سواء بالمجالس أو غيرها ينتقد الهيئات عندما تقوم الهيئة باكتشاف «حاله أخلاقية» كما يتطلب نظامها وقبل ذلك كما أمر بذلك من جلّ في علاه.. أتساءل هل يريد البعض عدم متابعة السلوكيات الخاطئة وعدم الكشف عنها وإلا لماذا الاعتراض وتوجيه سهام النقد غير المنصف إليها وهي تقوم بواجبها الديني والنظامي وتضطر الهيئات أحيانا أن تدافع عن مهمتها الشريفة التي قامت بها وهذا مجال العجب، إذ كيف يضطر من يحمي الفضيلة أن يدافع عن عمله الشريف.. بل الأسوأ أن ينسب إليها أمور لم تحصل منها مثل إشاعة منعها رجال الدفاع المدني من دخول مدارس البنات في حالات الحريق ولم يحصل هذا ولست أنا الذي أقول ذلك بل الذي يقول ببطلان وعدم صحته المسؤول الأول عن الدفاع المدني الفريق سعد التويجري مدير عام الدفاع المدني الذي برأ الهيئة من هذا الاتهام في لقاء معه نشرته صحيفة «الجزيرة» ووصف هذه التهمة بأنها ظلم وقال (إن هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا تمنع ولم تمنع رجال الدفاع المدني من دخول مدارس البنات لإجراء عمليات الإنقاذ والإخلاء وما ذكر أن الهيئة تمنع فهذا ظلم وعارٍ من الصحة) من هنا أتساءل مرة أخرى لمصلحة من تتهم مثل هذه الجهة بتهم غير صحيحة.. فعلا هذا ظلم كما قال الفريق التويجري، للهيئة نشاطها الكبير والناس يثقون برجالها، والشاذ لا يحكم به عليهم وهي عون لجهات الأمن ورسالتهم واحدة - كما قال ذات مرة سمو ولي العهد الأمير نايف - فكيف نلحق بها التهم وننقدها أحيانا نقداً غير موضوعي، وكيف نضخم أي خطأ منهم والخطأ يقع من منسوبي أي جهة.
***
إن النقد مطلوب والخطأ وارد في كل عمل بشري.. ولكن علينا أن نعدل وأن ننصف عندما ننقد والله يقول «وإذا قلتم فاعدلوا» الأنعام آية 52.
ليس من الإنصاف والعدل أن نجعل إيجابيات مؤسسات الدولة تغيب أو تغيّب ونحن ننقدها والله نهانا أن نبخس الناس أشياءهم.
فليكن نقدنا منصفا لا يضخم الخطأ ولا يغيب المنجزات، ولا يسبب الإحباط.
hamad.alkadi@hotmail.comفاكس: 4565576 ---- تويتر @halkadi