القاهرة - مكتب الجزيرة - علي فراج:
ساد الهدوء الحذر محيط ميدان التحرير بوسط القاهرة بعد ليلة من الاشتباكات العنيفة بين قوات الأمن والمتظاهرين أعلى كوبرى قصر النيل وبشارع قصر النيل، والتي أسفرت عن إصابة العشرات من الجانبين، وتم فتح الميدان جزئياً أمام حركة سير السيارات؛ وقد التزم غالبية المتظاهرين خيامهم، فيما بدأت مجموعة صغيرة منهم تنظيف الميدان، فيما توافد عدد كبير من الباعة الجائلين الذين حرصوا على التوافد مبكراً على الميدان لحجز أماكنهم وبيع بضاعتهم للمتظاهرين والمعتصمين، خصوصاً بائعي المأكولات الشعبية والمشروبات الساخنة والمياه والأعلام. كانت القاهرة قد شهدت مواجهات عنيفة بين المتظاهرين وقوات الأمن، حيث قام المتظاهرون برشق قوات الأمن بالحجارة، إذ قام بعض مثيري الشغب برشق القوات بزجاجات المولوتوف الحارقة، بينما ردت القوات بالحجارة وبقنابل الغاز المسيل للدموع، والتي وصلت تأثير العديد منها إلى ميدان التحرير، بالإضافة إلى تمكن مجموعة من مثيري الشغب من الاستيلاء على مدرعتي شرطة وإشعال النيران بأحدهما والفرار بالأخرى باتجاه ميدان التحرير وحرقها داخل الميدان. فيما تمكنت الأجهزة الأمنية بمساعدة العديد من الشباب والأهالي من إلقاء القبض على 12 من مثيري الشغب الملثمين الذين قاموا باقتحام فندق سميراميس بشارع كورنيش النيل لسرقة محتوياته، وكان عدد من الملثمين قد استغلوا المظاهرات التي شهدها أمس كوبري قصر النيل وشارع قصر النيل، وقاموا بالاندساس بين صفوف المتظاهرين حتى وصلوا إلى فندق سميراميس وقاموا باقتحامه لسرقة ونهب محتوياته. كما حاصر المئات من المتظاهرين مبنى محافظة القاهرة بمنطقة ميدان عابدين، وحاول بعض مثيري الشغب اقتحام مبنى المحافظة، فيما هتف مجموعة كبيرة من المتظاهرين «سلمية.. سلمية»، رافضين اقتحام المبنى، وبعد عدة محاولات لدخول المبنى من جانب مثيري الشغب، خرجت قوات الأمن المركزي من داخل مبنى محافظة القاهرة، وأطلقت قنابل مسيرة للدموع بشكل مكثف لتفريق المتظاهرين.