ذات مساء كنت وبعض الزملاء هنا في مبنى «الجزيرة»، بحضور الزميل القدير والخبير بشؤون السياسة والرياضة الأستاذ جاسر بن عبدالعزيز الجاسر، مستشار رئيس التحرير للشؤون السياسية، وهو الخبير بالشؤون الرياضية، وقد عمل سابقاً ولسنوات عدة إدارياً بنادي النصر، وعمل أيضاً مسؤولاً عن فريق كرة القدم النصراوي في التسعينيات الهجرية، علاوة على أنه حكم دولي سابق في كرة السلة. أعود لما دار في تلك «العَصْريّة»، وذلك عقب خروج منتخبنا خالي الوفاض من كأس الخليج الأخيرة، وكان الحديث آنذاك يدور حول سامي الجابر وما أُثير عن إمكانية ترشيحه مديراً فنياً للمنتخب. وقد أبدى أبو عبدالعزيز رأياً فنياً، لا يصدر إلا من خبير بالفعل؛ حيث أشار إلى أن ما يميّز سامي الجابر ويساعد على نجاحه، سواء كان مدرباً أو مسؤولاً إدارياً، هو سجله الكروي الحافل بالإنجازات، سواء على صعيد النادي أو المنتخب، وهو الذي شارك في نهائيات كأس العالم أربع مرات، وأن هذه المميزات لم يحظ بها لاعب من قبل، وهذا ما يجعله ذا شخصية قوية أمام اللاعبين، إذا ما علمنا أن الكثير من لاعبي الجيل الحالي لديهم (شوفة نفس)، وقد أثرت بهم عقود الملايين!! وأمثال هؤلاء من اللاعبين حينما يكون أمامهم مدرب أو إداري بحجم سامي، لديه سجل مشرف مليء بالإنجازات، لا يملك إلا السمع والطاعة والانقياد لتوجيهاته؛ لأن اللاعب في قرارة نفسه لن يقول من أنت يا هذا(؟!!!)؛ لأنه يدرك تماماً من هو هذا بالفعل؛ لذا سيكون مقبولاً من اللاعبين، ناهيك عن الذكاء والثقافة العالية التي تميز سامي الجابر عن كثير غيره، إضافة إلى الخبرة الفنية الكبيرة التي ينهلها حالياً من خلال وجوده ضمن الجهاز الفني لنادي أوكسير الفرنسي، وهذه دون شك تمثل إضافة كبيرة لسجله.
لا شك أن هذا الرأي من زميلنا القدير والخبير يُعد إضافة وشهادة لنجمنا الكبير والمحبوب الذي ننتظر عودته لأرض الوطن ليكون قريباً منا؛ ليسهم فنياً وإدارياً بعودة الأمجاد الكروية السعودية، التي كان أحد صناعها في وقت مضى حينما كان لاعباً فذاً، لا يشق له غبار.
الفتح.. ظاهرة الكرة السعودية!!
شاهدت قبل أيام قلائل حديثاً تلفزيونياً للمهندس عبدالعزيز بن حسن العفالق، رئيس نادي الفتح، وقد قرأت في حديثه كيف يفكر، وكيف يدير شؤون ناديه بشكل عام وفريق كرة القدم المتوهج والمتصدر لدوري زين بشكل خاص. فرغم تصدر فريقه لبطولة الدوري وبفارق نقطي جيد، ورغم أنه الفريق الأميز محلياً حتى الآن، إلا أنه كان ذكياً وهو يصرِّح للمذيع وقد نقل دفة الحديث إلى اتجاه آخر معبراً عن أن طموحهم في نادي الفتح المشاركة في بطولة أبطال آسيا، فيما تجنب الحديث عن بطولة الدوري، وكأن هذا الأمر ليس مهماً لهم كفتحاويين، بالرغم من أن هذا اللقب إنجاز كبير، وطموح تتطلع إليه كل الأندية. والواضح أن المهندس العفالق يريد أن يُبعد لاعبيه عن الضغوطات النفسية؛ ليستمر اللاعبون في أدائهم بكل أريحية.
هذا هو الفكر الذي يقود به العفالق ناديه النموذجي بعيداً عن «الضجيج»، حتى أصبح الفتح كفريق ظاهرة الكرة السعودية لهذا الموسم، تضرب بلاعبيه الأمثال في الروح العالية والبذل والعطاء داخل الملعب، وقد استطاعت إدارة الفتح والجهاز الإداري للفريق، ومعهم مدربهم القدير فتحي الجبال، أن يصنعوا فارقاً فنياً ميّز الفريق عن بقية الفرق حتى الآن، بالرغم من أن لاعبيه لم ينالوا الملايين كتلك التي حصل عليها لاعبو الفرق الكبيرة الأخرى حتى أثقلت هذه الملايين كواهلهم، وباتوا لا يقدرون على الحركة الفعالة والمطلوبة في المباريات، بل أصبحوا (يتمايلون) ويتحركون بتثاقل داخل المستطيل الأخضر بعد أن أصابتهم التخمة!!!
على عَـجَـل
* لن يتركوك في حالك يا سلمان القريني، أعانك الله عليهم وعلى (فبركاتهم) الصحفية!!!
* أحوال الهلال الفنية لا تسر؛ ما يرجح كفة الفريق النصراوي غداً إلا إن استفاد الهلال من آثار تعادله مع الاتفاق الذي قد يستثير همم لاعبيه!!
* في معظم دول العالم يتم فحص اللاعبين في المنشطات، والمدان يعاقب دون ضجيج، أما لدينا فالمدانون أبرياء، واللجنة الخاصة بالفحص عن المنشطات هي المتهم!!
* يجب أن يتجنب المعلق ما يثير الرأي العام، ومن الواجب عليه أن يكون حيادياً، ولا يتبنى توجهاً يخدم نادياً ضد آخر، وإذا ما حدث ذلك فيجب أن يعاقَب، فالمعلق دوره وصف المباراة فقط دون أن يخوض في أمور لا شأن للتعليق بها.
* في جميع دول العالم يقدرون النجم المخضرم حينما يقود المنتخب، ولنا في مصر وأبو تريكة، والعراق ويونس محمود، والكويت وبدر المطوع خير مثال. أما لدينا في المملكة فقد حاربوا ياسر القحطاني، وأصبح عدواً لدوداً لدى الكثير من الجماهير وبعض الإعلاميين والمحللين الفضائيين. وهذا النهج سبق أن تعرض له سامي الجابر من قبل، فكيف يؤدي بشكل ممتاز من يتعرض لمثل ذلك؟!!
* في ظل المتغيرات الجديدة التي طرأت مؤخراً على حياة النجم نايف هزازي فإن مصلحته الانتقال للاحتراف في دولة الإمارات الشقيقة؛ فالاستقرار النفسي والذهني مهم جداً للاعب، وإلا قد ينتهي مبكراً.
* التصحيح والتغيير في قناتنا الرياضية الفضائية من المفترض ألا يتوقف عند ابتعاد الزميل عادل عصام الدين.. هناك منهجية قائمة وراءها آخرون، إن لم تتغير يجب أن يغيَّروا، وإلا فلن يصلح الحال!!
o ننتظر من الدكتور محمد باريان أن يعيد المعلق القدير عبدالله العدوان إلى التعليق من جديد.
msayat@hotmail.comAl_siyat@في تويتر