عرضت إحدى القنوات الألمانية، تجربة أجراها باحثو أحد المستشفيات هناك، و تركز التجربة على حقن مجموعة من الرجال بمادة تتسبب في إيلامهم بنفس آلام الولادة التي تشعر بها النساء أثناء عملية الإنجاب. الفكرة مذهلة من الناحية النظرية، و دائماً نسمع النساء يقلن:
-الله يجعلك توجس اللي أوجسه!
لكنها من الناحية العملية، مسألة لا يمكن أن تتخيلها. و من سيشاهد هذا المقطع على اليوتيوب، سيشعر لماذا أقول: لا يمكن أن تتخيلها. الرجال يتأوهون بطريقة محزنة من ناحية، و مضحكة من ناحية. رجل يشعر بالآم شديدة في منطقة البطن والحوض، يتقاطر العرق من وجهه و ترتجف كل أطراف جسمه.
إذاً، ها هو يوجس الذي توجسه النساء، و من المستحيل بعد ذلك أن يقلل من احترام هذا الكائن الذي يتعب كل هذا التعب، لكي ينجب للعام كائناً حياً. ومن هنا تأتي أهمية هذه التجربة. فحينما يغلق الواحد منا عينيه، ويحاول أن ينجز عملاً ما، فسيعرف كم يعاني الكفيف والكفيفة. وحينما يعتمد على يديه، دون ساقيه، في التنقل من مكان إلى مكان، فسيعرف كم يعاني المشلول والمشلولة. وحينما يعيش مسؤول الشؤون الاجتماعية في بيت متداع لا تفوح فيه نار الطعام، فسيعرف كم يعاني هؤلاء الفقراء المعدمون. وحينما يشاهد مسؤول الخدمة المدنية ابنته الخريجة وهي تموت كل يوم بكاءً وقهراً لأنها لا تجد عملاً، فسيعرف كم تعاني هؤلاء العاطلات المهمشات.