|
مكة المكرمة - الجزيرة:
أعرب الشيخ عبد الرحمن عبد القادر فقيه، مؤسس ورئيس مجلس إدارة « مجموعة فقيه السياحية « عن خالص شكره وعميق تقديره وامتنانه لصاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة على تفضله مساء يوم الاثنين الماضي بافتتاح المتحف المائي (إكواريوم فقيه) - أحدث الصروح السياحية على شاطئ جدة عروس البحر الأحمر، وأحد معالمها الفريدة الذي يمثل مع ما فيها من مقومات وجهة تليق بها وبأهلها وضيوفها، يرون من خلاله بعضاً مما حبى الله أعماقها من كائنات بحرية نادرة تجسد قدرة المولى سبحانه وتعالى في الخلق والإبداع وتمايز الألوان والأشكال التي يعجز العقل عن إدراكها وسبر أغوارها.
وأضاف: إن من حُسن الطالع أن يجيء تدشين سموه - تكرماً منه وفضل - لأول وأكبر متحف مائي في المملكة وعلى شاطئ البحر الأحمر، متزامناً مع إعادة تأهيل كورنيش شاطئ جدة، ومع ما تشهده منطقة مكة المكرمة قاطبة منذ عهد ولايته الميمونة من مشاريع الخير والنماء التي كان سموه الكريم خير مُنَفِذ ومُتابع بشأنها لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز (حفظه الله) رائد النهضة الكبرى والإصلاحات المُثلى في طول البلاد وعرضها من شمالها لجنوبها ومن شرقها لغربها.
خالد الفيصل .. قدوتنا
واعتبر فقيه ما سطره صاحب السمو لملكي الأمير خالد الفيصل في سِجِل الزيارات للمتحف المائي من تقييم وتثمين لهذا المُنجَز الوطني شهادة حق أعتز وأفتخر بها وهي تاج يتلألأ على رأسي ووسام يرصِع صدري، وأميرنا المحبوب هو قدوتنا الحسنة في تجسيد حب الوطن وخدمة مواطنيه من خلال المشاريع المميزة حتى وإن لم تحقق الربح المادي لإيماننا بأن الربح الحقيقي هو خدمة الوطن وتقديم لمسة حضارية تقودنا نحو العالم الأول الذي يتطلع إليه (حفظه الله).
بين أعماق البحر وأجواز الفضاء
وبَيْنَ فقيه أن حِلمَه الأساسي كان يستهدف إقامة مشروع يضيف جديداً ولا يُكرر موجوداً وكانت الفكرة تقوم على تقديم التعليم بالترفيه بالجمع بين أعماق البحار والمحيطات وما تضمه من عجائب الكائنات البحرية من خلال المتحف المائي وبين ارتياد أجواز الفضاء بالتأمُل في سير النجوم والمجموعات الشمسية والمجرات بإنشاء بُرج على ارتفاع (100 متر) يضم مطعماً دواراً تعلوه قُبَة سماوية مزودة بتليسكوبات على أعلى مستوى بحيث يستمتع المشاهد بعجائب البحار وعظمة الخالق في رحاب الكَوْن الفسيح.
وقد واجهتنا ظروفاً قاهرة حالت دون إنشاء بُرج القُبَة السماوية وبذلك تحقق نصف الأمل والأمنية بإقامة (المتحف المائي) ونتطلع بكل جهدنا إلى تحقيق النصف الثاني من هذا المنجز الوطني الحضاري.
حق الوطن علينا
وقال: لقد عشت مكونات المتحف المائي بكل تفاصيلها وطُفت من أجل ذلك على عدد كبير من المتاحف المماثلة في عدد من الدول باحثاً عن أفضل ما تقدمه وفي نفس الوقت. وكنت أثناء تجوالي أطمح لأن يحتوي متحف جدة البحري على أفضل وأحدث ما هو موجود في كل متحف عالمي حتى وإن كلفنا ذلك الكثير.
وأذكر في هذا السياق أن أحد المستشارين الفرنسيين الذين عملوا معنا أثناء إنشاء المتحف قال لي إن ما نريده على النحو الذي نخطط له سيكلف كثيراً وعندها يخرج مشروع المتحف عن نطاق الميزانية المحددة له ولن نستعيد ما سنصرفه إلا بعد عشرات السنين.
وقال لي بالحرف الواحد «أستغرب أنك تاجر وتفكر بشكل غير تجاري»، وقد كان يقصد أننا سنضع لإنشاء المتحف مبالغ تتعدى التكلفة الحقيقية التي يحتاجها مثل هذا المشروع، ونظراً لأن متطلبات التنفيذ لدينا عالية جداً فإن التكلفة ستزداد وتصبح بذلك فترة استعادة رأس المال المدفوع طويلة جداً. وقد تنتهي فترة استثمار موقِع المتحف دون أن تتحقق الفائدة الاقتصادية للمستثمر وقد يفضي الاستثمار إلى خسارة.
وقد أجبته بأنني أعي تماماً ما أفعل وما أقوم به، فأنا أعمل لبلدي كما أعمل لنفسي ولا أنظر إلى الربح السريع بقدر ما أنظر إلى أن يكون ما أقدمه لبلدي عملاً مُتقناً ومميزاً يكون لنا وللأجيال القادمة من بعدنا حتى وإن كان استثماراً اقتصادياً. وأعرف أنني تاجر يبحث عن الربح في تجارته، لكنني في الوقت نفسه مقتنع بأن لا خسارة لأي استثمار واعٍ في الوطن الذي له حق وواجب علينا.
إقبال منقطِع النظير
إلى ذلك يشهد «إكواريوم فقيه» لليوم الرابع على التوالي منذ افتتاح أبوابه للجمهور إقبالاً منقطِع النظير من قِبَل الزائرين اعتباراً من الساعة الحادية عشرة صباحاً وحتى الساعة الحادية عشرة ليلاً ويتخلل ذلك ثلاثة عروض للدلافين عند الساعة الواحدة ظهراً والسابعة مساءً والحادية عشرة ليلاً إلى جانب عرض إضافي عند الساعة الواحدة فجراً في الإجازات ويومي الأربعاء والخميس من كل أسبوع.