|
كندا - أوتاوا - أحمد الرشيد:
دفع برنامج خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز للابتعاث الخارجي بـ132 طبيباً سعودياً للعمل في مستشفيات المملكة، وذلك ضمن دفعة الخريجين التي احتفلت الملحقية الثقافية السعودية في كندا بتخريجهم أمس الأول في العاصمة الكندية أوتاوا، التي شهدت تخريج أكثر من 800 خريج وخريجة، منهم 103 أطباء و29 طبيبة، فيما بلغ عدد الطالبات الخريجات 298 خريجة، وعدد الطلاب الخريجين 512 خريجاً، منهم 132 زمالة و18 دكتوراه و430 ماجستير و186 بكالوريوس و44 دبلوم، وبلغ عدد الخريجين في التخصصات الهندسية 34 خريجاً.
وسيطرت فعاليات معرض يوم المهنة الذي افتُتح قبيل حفل التخرج على أجواء الحدث؛ حيث أُقيم المعرض على مدى الأيام الثلاثة الماضية، وشاركت فيه أكثر من 33 جهة، عملت على استقطاب الخريجين للعمل فيها، وهم خريجو كل المراحل العلمية في تخصصات الطب بفروعه والهندسة بفروعها، والإدارة بفروعها وأقسامها والتربية، والعلوم بفروعه.
وقد قامت جامعات سعودية عدة عبر ممثليها في معرض يوم المهنة باستقبال طلبات الطلبة الخريجين الراغبين في العمل الأكاديمي واستكمال بياناتهم وعقد مقابلات شخصية منفردة مع كل منهم، على أن يتم التواصل معهم وفق الحاجات المتاحة في الجامعات وضوابطها. وفي المقابل حضر في المعرض ممثلون لعدد من الجامعات الكندية المتميزة، حرصت على استقطاب خريجي البكالوريوس والماجستير لمواصلة دراستهم فيها، وفي الوقت ذاته أتاحت جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية من خلال ممثليها في المعرض الفرصة للنخبة من الخريجين لمواصلة الدراسة فيها من خلال 11 تخصصاً في العلوم والهندسة، وتقدم لهم الجامعة مكافأة شهرية وسكناً وعلاجاً، فيما التقى ممثل جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن في المعرض بالخريجين المتخصصين في الطب البشري وطب الأسنان والتمريض والصيدلة والعلاج الطبيعي بحثاً عن تغطية احتياجات الجامعة في هذه التخصصات.
وقد ضمت دفعة الخريجين عدداً من الطلاب المتفوقين والحاصلين على براءة اختراع، منهم المبتعث معاذ بوعائشة الذي اخترع جهازاً يخدم مرضى الشلل الكامل، وذلك باستخدام حركة اللسان لدى مريض الشلل الكامل بحيث يستطيع التحكم في الكرسي الإلكتروني معتمداً على نفسه، والتحكم أيضاً في الأجهزة الإلكترونية من حوله بالمنزل عن طريق استخدام تقنية الذكاء الاصطناعي والروبوتكس، كما حصل المبتعث نايف المنتشري على براءة اختراع لابتكاره طريقة جديدة لتشخيص مرض الشريان التاجي دون الحاجة إلى صورة وعائية، وحصل المبتعث إبراهيم النعمي على جائزة أفضل بحث علمي في جراحة المخ والأعصاب (المجال السريري) من جمعية البرتا لجراحة المخ والأعصاب، كما حصل المبتعث أنور العيساوي على الجائزة الكندية لأورام المثانة البولية لعام 2012م.
وشارك في يوم المهنة كل من وزارة الصحة، وتحت مظلتها (مدينة الملك سعود الطبية، مستشفى الأمير محمد بن عبد العزيز بالرياض، مدينة الملك فهد الطبية، مدينة الأمير محمد بن عبدالعزيز الطبية بالجوف لخدمة مناطق الملكة الشمالية، مدينة الملك فيصل الطبية لخدمة مناطق الملكة الجنوبية، مدينة الملك عبدا لله الطبية بالعاصمة المقدسة ومستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام), كما شاركت في المعرض (جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية، جامعة الملك سعود، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، جامعة القصيم، جامعة شقراء، جامعة الملك فيصل، جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن، جامعة سلمان بن عبد العزيز، جامعة المجمعة، جامعة حائل، جامعة جازان، الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، جامعة الجوف، جامعة الطائف، جامعة الباحة، كليات بريدة الأهلية، وزارة الخارجية، وزارة الداخلية، الشركة السعودية للكهرباء، الشركة السعودية للخطوط الحديدية وعدد من البنوك والشركات الخاصة). هذا، وقد شهد برنامج حفل التخرج الذي ظهر رائعاً في تنظيمه وفي فقراته مسيرة للخريجين وكلمة لهم، ثم ألقى الملحق الثقافي بسفارة المملكة في أوتاوا الدكتور علي البشري كلمة، هنأ فيها الخريجين، وقال إن وطننا يصبو إليكم لتطويره وتقدمه ولخدمة أبنائه ومواطنيه الكرام بعد أن هيأ لكم السبيل، وبذل لكم الغالي والنفيس لتعودوا إليه وأنتم تحملون لواء التميز والسمو، وقد نهلتم من العلم والمعرفة والتكنولوجيا الحديثة أعلى مستوى، وتزودتم بالمعرفة والعلم والثقافة من منابع أصيلة وصروح علمية راقية ومتطورة. ورفع الدكتور البشري نيابة عن كل خريج وخريجة وكذلك كل مبتعث ومبتعثة على طريق التخرج بإذن الله أسمى آيات الشكر والتقدير والعرفان إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز -حفظه الله- رائد العلم والتقدم والتطوير لقاء ما بذله ولا يزال في خدمة الوطن والمواطنين، منوهاً ببرنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، وأنه يمثل فرصة ثمينة أتاحت للعديد من أبناء الوطن الدراسة والتدريب في أشهر المؤسسات التعليمية وأرقى الجامعات العالمية في البلدان المتقدمة، كما وفر لهم التفاعل مع الخبرات العلمية العالمية واكتساب المهارات التقنية القيمة والاطلاع على الثقافات المتعددة؛ ما يجعلها زاداً ومعيناً لهم لا ينضب وبين أيديهم لبناء مستقبلهم والإسهام الإيجابي الفعال في تنمية وتطور الوطن وخدمة مواطنيه.
ثم ألقى الدكتور أندرو بادموس رئيس الكلية الملكية الكندية للجراحين كلمة، أشاد فيها ببرنامج خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز للابتعاث الخارجي، وأثنى على إمكانات المبتعثين السعوديين. بعدها ألقى القائم بالأعمال بالنيابة بسفارة المملكة في أوتاوا الأستاذ يوسف أبو عيش كلمة، هنأ فيها الخريجين، وتمنى لهم التوفيق لخدمة الوطن الغالي، وأشار إلى حرص القيادة الرشيدة على الاستثمار في الإنسان السعودي باعتباره محور التنمية الحقيقية. واختُتم الحفل بأوبريت مسيرة مبتعث.
حضر حفل التخرج عدد كبير من أولياء الأمور الذين عاشوا مع أبنائهم الفرحة بالتخرج، ووفرت لهم الملحقية الثقافية أسباب الراحة كافة، ومكنتهم من معايشة الحدث بكل تفاصيله بإشراف مباشر من الملحق الثقافي الدكتور على البشري ومتابعة من الدكتور عبد العزيز الصالح رئيس لجنة الإعداد لحفل التخرج ويوم المهنة.