ليس هناك صعوبة في اكتشاف الإعلام الموجه سواء كان مكتوبا أو مرئيا أو مسموعا, وهو إعلام بات جليا للعيان, وبرهانه يظهر بوضوح في (بنية) المادة الإعلامية ذاتها، لأنه بدون هذه البراهين التي تمثل (ثيمات) مبطنة, لا يصبح إعلاما موجها, وهي براهين لا يمكن تلافيها حتى للذين يصوغون المادة ذاتها.
الرسائل المخفية هي التي تكشف هذا النوع من الإعلام, وهي جوهر المادة, ولا يقوم الإعلام الموجه إلا بها, لهذا بات مثل هذا النوع من الأخبار في حكم المنسي, والمتجاهل, والمتروك, وتأثيره لم يعد كما كان في السابق, أيام الثقافة الإعلامية المتواضعة, في حين يعي الجميع - اليوم - المضامين الإعلامية ويعرف الكل تلك الصراعات الإدارية والرياضية والفنية والاقتصادية التي تحصل هنا وهناك.
يستعين كثير من المسؤولين في قطاع الدولة, والقطاع الخاص, بمستشارين إعلاميين يحيلون لهم المواد الإعلامية لفحصها قبل اتخاذ أي قرار، وإذا ما تبين لهم أنها (إعلام موجه) فإنها تترك وتهمل وتتجاهل, وهذا هو الحل الأكيد لهذا النوع من الإعلام, هذه خطوات متقدمة من المسؤولين ووعي منهم اتجاه الإعلام المضاد الذي بدأ يأخذ مساحة من الحرية بصورة غير مسبوقة.
كان المسؤول في السابق يصدق (الصحافة) وأنها لا تقول إلا حقا, ولكنه بعد الوعي الإعلامي بات أكثر حكمة وروية في التعاطي مع الإعلام، وهو ما يجب أن يكون لدى كل مسؤول إذا ما اعتبرنا الإعلام أصبح مطية سهلة للعارفين والجهلة والناقمين والمغرضين والحاسدين على سواء.
كما أن لجان فض النزاعات في الجهات المختصة يعرفون -بشكل دقيق- خصائص الإعلام الموجه, ومن خلفه، ومن يديره بالخفاء، بقليل من المتابعة ينكشف المستور، وسهولة كشفه يعود لأن الإعلام الموجه (يلعب على المكشوف) وهذه هي طبيعته, واللعبة لا بد لها من لاعب.
وتكتشف الإعلام الموجه من خلال: ظهوره بشكل مفاجئ، تكرار الشخصيات التي خلفه, صلات قربى (صداقة, قرابة، إقليم, عرق, طائفة...) بين مروجي الإعلام المضاد, تجده موجه للهدف بشكل دقيق, تتضمن بنية الخبر ثيمات واضحة المعالم بصورة لا يمكن إخفاؤها وإلا لم يصبح إعلاما موجها, التركيز على نقاط محددة, قد يوجه الإعلام الموجه سهامه للمعتقد الديني للشخص, أو إنتاجيته, أو اتهامه بالفساد, تجد ذات المضمون في أكثر من مكان.
أخيرا الإعلام الموجه لا يحمل أدلة قاطعة وإنما (تشويه) صورة ليس غير، ويكثر في هاشتاقات تويتر.
nlp1975@gmail.com