أحسنت وزارة العمل صنعاً بالرد العملي على بعض المتشددين فيما يتعلق بالتوجس من تحرش العمالة الرجال بالبائعات في المحلات التجارية! حيث قامت بتوظيف 45 فتاة سعودية لمراقبة تطبيق قرار تأنيث محلات بيع المستلزمات النسائية ومتابعة مدى تناسب بيئة العمل مع طبيعة الفتاة السعودية. وبالإضافة لذلك ستقوم الموظفات بتوزيع استفتاء شامل على البائعات في تلك المحلات لمعرفة نوعية المضايقات التي يتعرضن لها، وآلية التحسين والتطوير بهدف إيجاد بيئة عمل جاذبة للفتاة السعودية في مجال البيع وقطاع التجزئة باعتبارها فرصاً وظيفية لها، وذات عائد جيد وتحفظ كرامتها وتساهم في نمو اقتصاد الوطن. وينبغي على أولئك الموظفات مقابلة جميع البائعات في المحلات التجارية وأخذ آرائهن وتقبّل شكاويهن ورفعها للمسؤولين، ومتابعة النتائج وتحقيق الأمن النفسي لهن لحين استلامهن كامل العمل والتخلص من العمالة الوافدة.
وكنت قد كتبت مقالاً بعنوان (بناتنا البائعات وانطلاقة الثقة)، وذكرت فيه انعدام التحرش من البائعين مطلقاً وإثبات الانزعاج من وجودهم بينهن فحسب! بناء على إفادة مسؤولة أحد المحلات التجارية الكبرى في الرياض.
ولا شك أن خطوة الوزارة في هذا الشأن هي لطمة في وجه الحملات الموجهة ضد تشغيل النساء في محلات اللوازم النسائية، وأكبر رد على المتشددين الذين شكلوا تحالفاً دينياً اقتصادياً، يراه الأول خروجاً عن المألوف، ويعده الثاني تغييراً في حسابات مالية، حيث إن أغلب تلك المحلات تتبع لتجار أجانب بستار رجال أعمال سعوديين ويتم توظيف أبناء جلدتهم أو الاستعانة بالعمالة السائبة الرخيصة، وهو ما لم يحسب له حساب!!
ولعلنا لا ننكر إمكانية وقوع تجاوزات خاطئة أو ممارسات سلبية في مواقع العمل عموماً ولكنها ليست ظاهرة أمام تفوق هائل حققته الفتاة السعودية باقتحامها هذا المجال الجديد الواعد ونجاح للقرار الجريء. حيث يؤكد بعض أصحاب هذه المحلات من المخلصين - نجاح تجربة التأنيث بارتفاع المبيعات - بحسب ما ذكره التجار - بواقع 30% وهو ما يجعل وزارة العمل تسعى إلى منع استقدام العمالة الوافدة نهائياً فيما يخص الأنشطة التجارية؛ بهدف سعودة القطاعات والمنشآت بالشباب السعودي. ومنها ستعود المنشآت لأصحابها التي أجبروا على التخلي عنها نتيجة المنافسة غير الشريفة والممارسات غير النظامية من العمالة الوافدة التي تملكتها دون وجه حق!
وعلى القطاع الخاص المشاركة الجادة في تحقيق أهداف خطط التنمية ومنها توطين الوظائف من خلال توظيف الشباب من الجنسين ومساعدتهم وتحمل قصورهم المؤقت وتوجيههم ومنحهم الثقة وانتظار الإنجاز، فهم رأس المال الحقيقي وأمل الوطن ورهانه في المستقبل.
rogaia143@hotmail.comTwitter @rogaia_hwoiriny