اللافت لنظر المراقبين السياسيين هو النهج والتوجه السياسي المدروس بحكمة واتزان للقيادة السياسية السعودية التي على رأس هرمها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وأخيه الأمير سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، نحو ترسيخ مفهوم منح الفرصة للجيل الشاب من (أبناء الأبناء) في الأسرة المالكة، وهو الجيل الذي أشرف الآباء على إعداده وتجهيزه للمشاركة السياسية في الحكم منذ مايقرب من عقدين من خلال تعليمهم في أرقى مدارس وجامعات النظم التعليمية المتقدمة في العالم، والنهل من التدريب والتهذيب والرعاية الخاصة من آبائهم ليكون باستطاعتهم مواجهة المجتمع والمسؤوليات على فهم واقتدار وتطبيق لما تعلموه وتدربوا عليه..
وأصبح من المألوف للمراقبين متابعة هذا المنهج الحكيم والنظرة الثاقبة بعيدة المدى للقيادة السياسية في تعيين مايمكن أن نطلق عليه (الجيل الثالث) من الشباب من أبناء الأبناء في الأسرة المالكة الكريمة في مناصب رفيعة مختلفة في جهاز الدولة أو الحكم المحلي في المناطق، وأعني بذلك الجيل الذي يأتي بعد جيل (الأب المؤسس)، ومن ثم جيل (الأبناء الملوك)..
والمتابع لأصداء هذا التوجه في المجتمع، يلحظ احتفاء وحفاوة وترحيب أبناء الشعب السعودي بكافة فئاته وشرائحه بهذه التعيينات لأسباب أزلية تاريخية راسخة لها علاقة بتجذر الولاء لأسرة (آل سعود الكرام) والذي مازال وسيبقى، ولاستشعارهم أن الظروف والمتغيرات الحالية والمستقبلية تتطلب وجود قيادات شابة، تواكب مرحلة التطوير والتحديث وتنفيذ السياسات الإصلاحية المختلفة وعلى كافة الأصعدة التي يقودها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز وأخيه الأمير سلمان بن عبد العزيز..
وممايزيد من حجم الدعم والتأييد لهذا التوجه والنهج إن على مستوى القيادة السياسية نفسها أو في أوساط المجتمع السعودي هي تلك (الهزة العنيفة) التي مرت على الشعب والقيادة برحيل أهم شخصيتين وركيزتين أساسيتين وركنين مهمين من أركان الحكم السعودي خلال سبعة شهور بوفاة الأمير سلطان بن عبد العزيز، ولي العهد، وخليفته الأمير نايف بن عبد العزيز يرحمهما الله، فقد كان لرحيلهما الفادح عن مشهد الحياة السياسية أثراً بالغاً وردة فعل حزينة، قابلها تماسك وتلاحم قوي بين القيادة والشعب لمواجهة هذه الفاجعة المؤلمة، وكعادة القيادة السياسية السعودية، تعاملت مع هكذا وضع بكل هدوء ومرونة وسلاسة مما أسهم في إعادة تشكيل الخارطة للقيادة السياسية باختيار الملك عبدالله بن عبد العزيز لأخيه الأمير سلمان بن العزيز ولياً للعهد ونائباً لرئيس مجلس الوزراء ووزيراً للدفاع، وكان اختياراً موفقاً ومتوقعاً لاقى قبولاً وترحيباً واسعاً لدى الشعب الذي يكن للأمير سلمان كثيراً من المحبة والتقدير والاحترام..
ولأن الملك عبدالله يسعى لتنفيذ المزيد من سياساته الإصلاحية، فمن المنتظر صدور قرارات ملكية، بتعيين قيادات من الشباب من الأمراء والمواطنين لمواكبة تطورات المرحلة المقبلة..!!
وإذا عدنا لتشكيلة (الجيل الثالث) من الشباب من أبناء الأسرة المالكة، الذين تقلدوا أخيراً مناصب في الدولة، نجدها أسماء حظيت بتقدير القيادة، واحترام وترحيب المواطنين، وهم كل من الأمراء الأبناء: منصور بن متعب بن عبدالعزيز (وزير الشؤون البلدية والقروية)، متعب بن عبدالله بن عبد العزيز (وزير الدولة عضو مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني)، سعود بن نايف بن عبد العزيز (أمير المنطقة الشرقية)، محمد بن نايف بن عبد العزيز (وزير الداخلية)، عبد العزيز بن سلمان بن عبد العزيز (مساعد وزير البترول والثروة المعدنية)، فهد بن بدر بن عبدالعزيز (أمير منطقة الجوف)، مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز (أمير منطقة نجران)، عبد العزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز (نائب وزير الخارجية)، فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز (أمير منطقة المدينة المنورة)، وقد يوجد آخرون (من الأمراء الشباب) لا تحضرني الآن أسماؤهم..!!
- كاليفورنيا (أمريكا)