شاءت إرادة رب العالمين وفاة أحد رموز النمو والتطور وأعمال الخير بكافة أنواعها في بلادنا الحبيبة حيث انتقلت روح هذا الرجل المعطاء في فجر يوم الخميس 12-3-1434هـ الموافق 24-1-2003م ادعوا معي أن يسكنه رب العزة والجلال في أعالي جنات الخلد. اللهم أنت القادر على ذلك.
لقد عرفت الشيخ عبدالعزيز من أحاديث أهلي وجماعتي منذ طفولتي ورأيت بعينيّ رجلاً مثابراً في عمله كأستاذ بناء فهو مقاول بناء ماهر في أم سليم خاصة والرياض عامة عام 1377هـ. ورأيته مع مجموعة من زملائي في المرحلة الثانوية عام (1391هـ) ونحن نذاكر ليلاً على نور «أتريك» في تبه كانت في موقع فندق انتركونتننتال قبل بنائه - فتساءلنا ما ذاك النور الخافت على مكينة كهرباء فجاءتنا الإجابة من كبار السن أن عبدالعزيز الموسى وشركاءه سينشئون حياً كبيراً يسمى (العليا) وهنا بدأت مرحلة جديدة في تطور مدينة الرياض يتصدرها هذا الرجل ومجموعة من تجار العقار في الرياض وتطورت مع الزمن إلى جميع مدن المملكة.
في عام 1416هـ كان يقضي الصيفية في ربوع أبها البهية وزرته بقصره مراراً ودعوته إلى منزلي فلبى دعوتي بكل تواضع، ومن بعد ذلك تكررت زياراتي له بديوانه المعمور بالرياض عدة مرات فرأيت تواضعه الشديد وحبه لمن يحضر إلى مجلسه ومكتبه - رجل خير يحب مساعدة الناس جميعاً سواء في مجالات المساهمات في العقار أو في مساعدة المحتاجين إلى مساكن من الأرامل وعديمي القدرة على شراء مساكن لهم.
ومن المواقف النبيلة في النخوة والفزعات التي ذكرت لي من أحد المعارف.. أنه كان عائداً للرياض من مناسبة في مدينة الخرج وكان يوماً ممطراً وأشّر لهم شخص مع عائلته متعطلاً على الطريق فأمر سائقه بالوقوف وفحص السيارة الجمس القديمة وأخبره سائقه أن السيارة غير صالحة للاستعمال وخلل كبير بالمكينة فنزل من سيارته وركب سيارة رفاقه العائدين معه من المناسبة وأبلغ سائقه أن يحمل الرجل وعائلته إلى منزلهم بسيارته الخاصة وأن يحضر الرجل المتعطل لمنزله وإعطاه مبلغاً كبيراً لشراء سيارة جمس جديدة.
وله رحمه الله دور فعال في توزيع الصدقات والزكاة ودعم الجمعيات الخيرية وبناء المساجد ومدارس تحفيظ القرآن الكريم في نواحي المملكة، وامتدت حسناته الكثيرة إلى خارج المملكة في بناء المساجد والمدارس وتغطية تكاليف علاج المرضى. كما أنه كان مداوماً على العلاقات الاجتماعية والإنسانية.
يتصف الشيخ عبدالعزيز - رحمه الله - بالذكاء والعلاقات المتينة مع أصحاب القرار والنفوذ وله من المشورة وسماحة البال شأن كبير.
ولم ينس أبوعبدالله - رحمه الله - أهل بلدته «البير» ففعل لها الكثير، فعمرها ودعم أهلها وأنشأ المرافق المتعددة لها.. فكان يقضي نهاية الأسبوع في ربوعها متذكراً أيام آبائه وأجداده وطفولته التي ترعرع على نسماتها.
هذه حال الدنيا.. حل وارتحال. رحم الله فقيدنا جميعاً رحمة واسعة ودعواتنا له بجنة الخلد.. آمين.