عن ابن عمر رَضِي اللهُ عَنْهما عن النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال: (لا حسد إلا في اثنين: رجل آتاه الله القرآن، فهو يقوم به آناء اللَّيل وآناء النهار ورجل آتاه الله مالاً، فهو ينفقه آناء اللَّيل وآناء النهار). متفق عليه.

حسبي أن الشيخ الفاضل عبد العزيز الموسى قد حاز الشرف ونال السؤدد، ولحق بركب المنفقين في سبيل الله رحمك الله أيها البار الشهم، السباق في ميادين الخير والصَّلاح، كنت جمعية متنقلة أينما حللت وأقمت ومسؤولو الجمعيات عندك تعين هذا وتشفع لآخر وتقضي دين مغلوب.

تبكيك أم ثكلى قد سجن ابنها لها..

تبكيك أسر لا تجد قوت يومها..

تبكيك أرامل انقطعت بهم السُّبُل..

تبكيك مطلقات ضاقت بهن الحياة..

تبكيك الجمعيات بشتَّى أنواعها؛ جمعيات تحفيظ القرآن، جمعيات البر الخيريَّة، جمعيات الإسكان، جمعيات الأيتام، تبكيك خير بقاع الأرض مساجدها، كم كانت يده الطولى باذلة تجود بما آتهاها الله من فضله لا يتردَّد ولا يبخل.

سخي النَّفْس معطاء جواد كريم..

أنشأ مؤسسة خيريَّة وأقام عليها أناس ثقات وأوقف الكثير والكثير.. امتن المولى عليَّ بمعرفة هذا الشيخ والتواصل معه عن قُرْب -رحمه الله- أحدثكم ببعض مواقفه:

جئت إليه قبل عشر سنوات تقريبًا في آخر رمضان ليلة 28 مع الأمين العام واللَّجْنة العامَّة لرعاية السجناء والمفرَّج عنهم وأسر السجناء ومعنا كشف بمجموعة من السجناء وطلبنا منه أن يفرح أسرهم بخروجهم من السجن ويشهدوا العيد معهم، فسدد عن جميع من بالكشف بشرط خروجهم قبل العيد.

وعرضنا عليه في لحظتها مجموعة كبيرة من أسر السجناء- سجن قضايا أخرى- وهي الأسر المغلوب على أمرها كالأيتام وغيرهم دعمها بِكلِّ سخاء وطيبة نفس -رحمه الله-.

ومن المواقف أيضًا: جئت إليه في العشر الأواخر من رمضان وقد فرغ من أداء زكاته ومعي ملف لعدد كبير من عقود إيجارات أسر أيتام، قلت: نود منك تسديد إيجاراتهم وكان المبلغ يزيد على المليوني ريال ودفعها من دون تردد..

وقد سار أبناؤه البررة على نهج والدهم الميمون رباهم فأحسن تربيتهم وهم على الدرب واصلون ولا يزالون يبذلون ويتسابقون للإنفاق.. أسأل الله أن يبارك لهم فيما رزقهم، فهم خير خلف لخير سلف.

إني داع فأمنوا:

اللَّهمَّ كما فرَّج عن تلك الأسر وأغاث الملهوفين فرَّج عنه كرب يوم القيامة وأرض عنه وأرحمه وتجاوز عنه، آنس وحشته واجعل مآله فردوسك الأعلى وأجمعنا به مع الصديقين والشهداء والصالحين.

اللَّهمَّ أمين وصلَّى الله على نبيَّنا محمد.

- جمعية إنسان