ارسل ملاحظاتك حول موقعناMonday 28/01/2013 Issue 14732 14732 الأثنين 16 ربيع الأول 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

متابعة

ورحل رجل الإحسان والبر عبد العزيز عبد الله الموسى رحمه الله
أ. د. محمد بن عبد الله المحيذيف

رجوع

في يوم الخميس الماضي 12-3-1434هـ ودعت الرياض، علمًا من أعلامها ورجلاً من رجالها الذين كان لهم دورٌ بارزٌ ومشاركةٌ فاعلةٌ في تطورها ورقيها. إنّه الشيخ عبد العزيز بن عبد الله الموسى ذلك الشاب العصامي الذي عاصر نشأة الرياض يوم كانت بيوت الطِّين وبوابات أسوارها، عاش فيها شابًا فقيرًا يكد ويكدح مع أخيه سعد، سلاحه في الحياة الصَّبر والجدّ والاجتهاد والإخلاص والصِّدق والاعتماد على الله.

درس في جامعة الحياة فكان له من الأخلاق أجملها ومن الصفات أصدقها حتَّى كان محطّ أنظار النَّاس تنتهي إليه المشكلات فيحلها والحاجات فيقضيها، خاض غمار الحياة بأسلوب أذهل كل من عرفه فأحبه النَّاس وساندوه وعملوا معه فكان لهم نعم الموجِّه والناصح ونعم الصديق والرفيق.

شارك بثاقب بصره وقوة بصيرته في بناء الرياض وتخطيطها وتطويرها في الجانب العمراني فكانت لمساته وآراؤه باقية في ذهن كل من عاصر تلك الحقبة التي كانت فيها أحوج ما تكون لأمثاله، صدق مع الله فأطاعه وأحسن من خلقه، وصدق مع ولاة الأمر حكَّام الدَّوْلة السعوديَّة الثالثة الملك عبد العزيز وأبنائه الملك سعود والملك فيصل والملك خالد والملك فهد -رحمهم الله-، ثمَّ مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله -حفظه الله- وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله-.

وأحبّهم وأخلص لهم فأحبّوه وقدّروه وأكرموه وصدق مع المواطنين فعاملهم بصدق وساعدهم وأنظرَ معسرهم.

ساهم في الجمعيات الخيريَّة ومواقع الحاجة في بناء المساجد والمدارس والمستشفيات وغيرها مما لا يحصى وساهم في قضاء الحوائج وتفريج الكروبات إيمانًا منه -رحمه الله- أن الله أحسن إليه فوجب عليه الإحسان إلى خلقه فكان مقصدًا لِكُلِّ محتاج ومضطر ومهموم ومغموم فأمن السكن له. وساعده في زواجه وكفل الأيتام والأرامل وسدَّد الديون والديّات وساعد في علاج المرضى وعفا عن حقَّه ومع كل ذلك كان مثالاً راقيًّا للإنسانيَّة قريبًا من النَّاس في أفراحهم وأتراحهم.

يتحامل على نفسه ليسعَد بزيارة مريض أو يبارك لعريس في زواجه أو يعزِّي إنسانًا في وفاة قريبه ولذا يحق لِكُلِّ من عرفه أو سمع عنه، بل يحق للوطن أن يفاخر بهذا الإنسان العظيم الذي يمثِّل قامة عالية من قامات المجد في بلادنا الغالية إنَّه الرَّجل الذي يمثِّل الرقم الصَّعب في الزَّمن الصَّعب زمن الفقر وقلّة الخبرة.

ومع أن خسارة الوطن لفقده عظيمة إلا أن نهجه باقٍ لِكُلِّ متعلم وراغب لأن يصل إلى قدر هذا القامة العظيمة.

رحمك الله يا عبد العزيز الموسى بقدر ما أحسنت لعباده ورحمك الله بقدر ما واسيت مكلومًا وأنقذت ضعيفًا وكفكفت دموع يتيم وأرشدت حائرًا وساندت مسكينًا وأصلحت بين الناس. رحمك الله بقدر ما بللت حناجر أيبسها الفقر والحاجة. ورحمك الله بقدر ما دعا لك عباده بالمغفرة والرَّحْمة وجزيل الأجر والمثوبة.

أقدم خالص العزاء لإخوانه وأبنائه وبناته وزوجاته وأبناء عمومته وأصدقائه ومعارفه والوطن جميعًا.

وأقول لأبنائه وبناته خاصة إن مصابكم هو مصابُ الجميع والحزن شديدٌ والألم كبيرٌ لفقده إلا أن منهجه باقٍ وذكراه وسيرته محفورة في ذاكرة التاريخ وسجل صفحاته مضيئة بالمجد والمكرمات والعطاء والبذل وواجب عليكم أن تأخذوا بهذا المنهج الذي رباكم عليه -رحمه الله- وأن تتابعوا مسيرته بجدٍّ وإخلاصٍ له وأنتم بفضل الله قادرون - حفظكم الله وسدَّد خطاكم ووفقكم لبرِّ والدكم بعد وفاته.

- أستاذ جامعي

رجوع

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة