|
بقلم: كارين فايرستون:
يُواجه الرجال والنساء الذين يبلغون مناصب إدارية تحدّيات متشابهة كثيرة، على الرغم من تعقيدات تتفرّد بها ديناميكية مقر العمل في ما بين النساء.
عالجت دراسات أجريت منذ عشرين عاماً تفاوت المهارات بين النساء والرجال في المناصب الإدارية، وكيفية تأثيرها في رضا الموظفين إزاء الوظيفة.
وتشير البيانات إلى أن الموظفات يرفضن المديرات اللواتي يتصرفن بطريقة «ذكورية» أو يتبعن طرقاً إدارية تقليدية.
خلال استطلاع حول المزايا التي يتمنين رؤيتها لدى المديرات من الجنس اللطيف، كشفن عن تفاعل إيجابي مع الدعم، والحساسية، والانفتاح على الآخرين، وهي أوصاف تُنسَب تاريخيّاً وبصورة تقليدية إلى النساء.
وقد نترقب مسبقاً تبدّل تلك الأفكار المتعارف عليها، مع دخول المزيد من النساء إلى المؤسسات على مستوى مهني، إلا أن تحوّل التوجّهات السائدة بطيئة جداً.
وقامت دراسات أخرى بملاحظات مشابهة تفيد بأن «بعض المهارات وأنواع السلوك قد تُعتبر أساسية بنظر النساء في المناصب الإدارية، ولكن ليس في أوساط المديرين الرجال».
وتتوقع النساء في آن رؤية المزيد من الميزات التي تُعتبر «أنثوية» بامتياز لدى المديرات، ومنح تلك المديرات تصنيفات أكثر تدنياً إن اكتشفن أن هذه الميزات تنقصهن.. ولا تنطبق المعايير ذاتها على النساء والرجال في المناصب الإدارية.
أما المأزق، فهو أنه على الرغم من رغبات موظّفاتهنّ، من الضروري أن تنمّي النساء مواصفات أكثر شيوعاً في أوساط الرجال، لإحراز تقدّم في مؤسسات يطغى عليها الرجال، مع العلم بأنّهنّ يصلن عموماً إلى مناصبهنّ من خلال التحلي بقدر كبير من الأوصاف الذكورية التي نربطها بالنجاح، كالعزم، والقدرة على اتخاذ القرارات، واتّباع أخلاقيات العمل بلا تعب.. ويعملن على طمس الأوصاف الأنثوية، ليكتشفن أن النساء في عهدتهن يُطالبن بهذه المهارات الأكثر تعاطفاً.
حريّ بالنساء في المناصب الإداريّة دراسة مقاربة تجمع بين المواصفات الأنثوية والذكورية في آن. وعلى سبيل المثال، اعتادت النساء التفوّق على الرجال في قراءة تعابير الوجه، سعياً لمعرفة الوضع النفسي.. وتحتاج النساء إلى تعزيز تلك المهارة لتساعدهن على الاستماع بشكل أفضل إلى أفكار الموظفين ومخاوفهم.. وإن شعرت الموظفات النساء بأن رئيستهن قلقة بشأن رفاههن، فسيزداد الاحتمال بأن يتبعنها كقائدة.
تدرك النساء الآن أن توقعاتهن الاجتماعية قد تكون أساسيّة لإيجاد التوازن في مجال إدارة الآخرين. وسيتجاوب جميع الموظفين - وخصوصاً النساء الأخريات - بإيجابية أكبر مع أسلوب الإدارة الأنثوي الذي يشدّد على التعاطف والتعاون.. وبالنسبة إلى النساء، قد يتطلّب الصعود إلى القمة مقاربة مختلفة عن تلك التي يستلزمها البقاء في المناصب الريادية.
- (كارين فايرستون شريكة تأسيس، ورئيسة، ومديرة تنفيذية لشركة «أوريوس أست مانجمنت» لإدارة الأصول، التي تعتبر المستشار المالي الأساسي لعائلات وأفراد ومؤسسات غير متوخية للربح).