من يعتقد أن خسائرنا في الدورة الخليجية التي اختتمت فعالياتها منذ أيام في مملكة البحرين.. مقتصرة على خروج الأخضر من الدور الأول للمنافسة، فهو قاصر الفهم؟.
فلقد خسرنا من ضمن خسائرنا (الهيبة) المفترضة للإعلام السعودي باعتباره الوحيد، أو لنقل الأول على قِلّة قليلة جداً من دول الخليج التي لا يمثل العنصر الأجنبي حجر الزاوية في إعلامها.. وبالتالي افتراض (نظافة) المُنتَج من الشوائب التي عادة ما توجدها وتفرضها (فهلوة) الوافد في سبيل الحفاظ على موقعه وتسليك أموره لأن تلك هي أولى أولوياته التي يحرص عليها، أما مصلحة البلد ففي ستين (......) ؟!.
السواد الأعظم من الإعلاميين السعوديين (ابتلعوا) الطعم المتمثل بمقولة الإعلام السعودي الأقوى وطاروا في عجتها دون أن يسألوا من يردد هذه المقولة، أو حتى أنفسهم عن وجه هذه القوة.. وهل هي سلبية أم إيجابية، إلاّ إذا كان الصخب والزحمة هما المقياس في هذا الأمر فـ: نعم.. وأبصم على ذلك بالعشرة؟!.
وفق نواميس كرة القدم خرجت كل المنتخبات المشاركة في الدورة تباعاً وعلى مراحل.. واستمر البطل في مشواره إلى النهاية.. لكننا لم نسمع أو نقرأ في إعلام تلك المنتخبات ما سمعناه وقرأناه في إعلامنا من صخب وضجيج، ومن تجاوزات ومهاترات بلغت ذروتها؟!!
ومن خسائرنا أيضاً توثيق ظاهرة (الانفلات) كعلامة سعودية مسجلة تجلت من خلاله تفاصيل توثيقية أخرى تمثلت في بعض (المعايب) كطغيان تفضيل النادي على المنتخب، وإن كانت هذه الممارسة (القبيحة) ليست بجديدة إلاّ أن التكريس لها قد أخذ أبعاداً ومساحات أكبر وأشد وضوحاً عن ذي قبل، إلى درجة الفرحة بسقوط المنتخب إما لكونه يخلو من نجوم فريقنا المفضل، أو انتصارا لموقف مضاد مسبق من المنتخب؟!!.
هل ترغبون في كشف المزيد من الخسائر أم أن هذا يكفي.. الشيء الذي أؤكد عليه هنا هو : أن الأشقاء الخليجيين قد (عجنونا وخبزونا) وبالتالي بات من السهل عليهم التهامنا في المقبل من المنافسات دون الحاجة إلى أي مشهيات؟!!.
قنواتنا الرياضية والمستقبل؟!
كلنا يعلم من هو مصدر (أكذوبة) الهيمنة الإعلامية الهلالية وما هو مغزاها، فالمسألة لا تحتاج إلى فتوى؟!. أقول أكذوبة، وأؤكد عليها، ولولا أن الرقيب سيقف لي بالمرصاد بذريعة الحفاظ على شعرة معاوية بين صحفنا.. لأجريت إحصائية تبين بجلاء الخط الحقيقي للهيمنة وبالأدلّة والبراهين، سواء كان من خلال رصد وتوضيح التوجهات الميولية لكل صحيفة، ومن هي التي تستوعب أكبر قدر ممكن من الأقلام المختلفة الألوان.. ومن هي ذات اللون الواحد.. أو من خلال رصد أعداد الأقلام لكل لون، إن كان في كل صحيفة، وإن كان بالمجمل.. ولن آتي على ذكر الجانب الإعلامي المرئي فالحال يكفي عن السؤال؟!.
هذه الأكذوبة وإن وجدت رواجاً في أوساط شريحة معينة من دهماء الكرة.. فلأن تلك الشريحة لا يطربها ولا يستهويها أصلاً إلاّ تعاطي مثل هذه الأشياء ولا يعنيها إن كانت حقائق أو كانت أكاذيب وتجنيات، وهنا فتش عن البيئة.. ولكنها - أي الأكذوبة - لا يمكن أن تأخذ بتلابيب الأكاديمي والواعي والحصيف وتسحبه إلى درك السفه فلا يرى إلاّ ما رآه صانع تلك الأكذوبة؟!.
ولأن الحديث يدور هذه الأيام عن قنواتنا الرياضية وما اكتنفها من استحداثات على مستوى المراكز القيادية تمثلت بتنصيب الدكتور محمد باريان مديراً عاماً لها.. فقد قرأت من ضمن ما قرأت أن ثمة من (يهوّل) المهمة التي تنتظر المدير الجديد، وأنها من الصعوبة والتعقيد إلى درجة المغامرة؟!!.
أما أنا فأقول : بين تعقيد وصعوبة المهمة، وبين بلوغ النجاح والطمأنينة مبدأ.. هذا المبدأ يتمثل في مدى قناعة المسؤول بأن ما أوكل إليه إنما هو (أمانة) في عنقه وهنا مربط الفرس.. لهذا أدعو الدكتور باريان لأن يربط فرسه في هذا المربط ولن يندم أبداً.. وبالتوفيق - إن شاء الله -.
على طاري الهيمنة الإعلامية
في الموسم قبل الماضي كان أحدهم واسمه (سعود) ضيفاً كالعادة في أحد البرامج على طريقة (عكّوز بكّوز)، وكان (يولول) ويشتكي إلى حد أنني توقعت أن تنهمر دموعه من شدة الحسرة والمرارة، يقول الأخ بكل ثقة: نادينا مظلوم إعلامياً ولا يوجد له إعلام يخدمه.
لكن المضحك أنه ظهر في برنامج آخر في قناة أخرى خلال مدة لا تتجاوز الشهر مردداً بكل ثقة: نعم نادينا يتمتع بقوة إعلامية هائلة؟!!. طبعاً لا يمكن أن يتبدل الحال من (عدم) إلى (قوة) خلال شهر واحد حتى في الأحلام، ولكنه استمراء تعاطي الكذب وتضليل البسطاء، ولا سيما أن إدعاء المظلومية عششت في رؤوسهم حتى أدمنوها، تماماً كما هي حكايتهم الأزلية مع التحكيم الذي (أكلوه لحماً ورموه عظماً)؟!!.