|
الجزيرة - المحليات:
أكد اللواء محمد بن عبدالله القرني مساعد مدير عام الدفاع المدني لشؤون التخطيط والتدريب ارتباط خطة التدريب في الدفاع المدني بالمهام الميدانية في التعامل مع الحوادث المختلفة والتطور النوعي في طبيعة المخاطر المحتملة لتحقيق أفضل استفادة من الإمكانات الكبيرة التي وفرتها الدولة – رعاها الله – لجهاز الدفاع المدني لأداء رسالته الإنسانية والوطنية في حماية الأرواح والممتلكات والحفاظ على مكتسبات الوطن، وعبر اللواء القرني في حوار لـ (الجزيرة) بمناسبة احتفال المديرية العامة للدفاع المدني بتخريج أكبر دفعة للتأهيل الفني على أعمال الدفاع المدني، عن امتنانه وتقديره لرعاية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف وزير الداخلية لهذه المناسبة وتشريفه للحفل مؤكداً أن هذه الرعاية الكريمة تمثل امتداداً لجهود سموه الكريم في دعم قدرات الدفاع المدني وعنايته بالارتقاء بقدرات منسوبيه من الضباط والأفراد، وفيما يلي نص الحوار:
* بداية نود التعرف على انطباعاتكم تجاه رعاية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف وزير الداخلية لحفل تخريج دورة التأهيل الفني على أعمال الدفاع المدني؟
الحقيقة أن رعاية سيدي وزير الداخلية لهذا الاحتفال وتشريفه لهو مصدر فخر واعتزاز لكل منسوبي الدفاع المدني من الضباط والأفراد والذين تعودوا من سموه الحرص على دعم قدرات الدفاع المدني البشرية والآلية وتوفير كل احتياجاته لأداء مهامه في الحفاظ على الأرواح والممتلكات وحماية المكتسبات التنموية في جميع مناطق المملكة، ونحن نشكر لسموه هذه الرعاية الكريمة والتي تمثل حافزاً لكل رجال الدفاع المدني للتفاني في أداء الواجب والإفادة من الإمكانات الكبيرة التي تقدمها حكومة خادم الحرمين الشريفين – يحفظه الله – لدعم البرامج التدريبية أو تأمين أحدث الآليات والمعدات في الوصول لأعلى درجات الجاهيزية والاستعداد والكفاءة في أداء المهام المنوطة بهم.
* بعد انضمام ما يزيد عن 2500 من الأفراد والخريجين في دورة التأهيل الفني لصفوف الدفاع المدني، كيف تنظرون إلى مستوى قدرات القوى البشرية من الأفراد ومستوى جاهزيتهم لأداء المهام المنوطة بهم؟
لا شك أن إلحاق منسوبي المديرية العامة للدفاع المدني من الضباط والأفراد بالأنشطة التدريبية التي تنفذ داخلياً وخارجياً وبما يلبي متطلبات وحاجات العمل الميداني مدعومة في ذلك بما وفرته حكومة سيدي خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين – حفظهما الله – من آليات وتجهيزات ومعدات حديثة ومتطورة، جعلتهم يتمتعون بقدرات ومهارات جيدة وجاهزية عالية ولله الحمد تمكنهم من أداء مهامهم بكل كفاءة وفاعلية، ونطمح للحفاظ على هذا المستوى من خلال رفد وحدات الدفاع المدني بطاقات شاملة مؤهلة علمياً وعملياً لأداء جميع المهام.
* التغير النوعي في طبيعة الحوادث التي يباشرها الدفاع المدني، هل استلزم إجراء تطوير ومراجعة للبرامج التدريبية للأفراد، وكيف ترون حجم الاستفادة من ذلك؟
تخضع البرامج التدريبية التي تقدم لمنسوبي المديرية العامة للدفاع المدني سواءً ما ينفذ منها بالمرافق التدريبية التابعة للدفاع المدني أو ما يقدم بالتعاون مع بعض الجهات التدريبية المتخصصة داخل المملكة وخارجها لعملية متابعة وتقييم وتطوير ومراجعة مستمرة بما يواكب التغير النوعي في طبيعة الحوادث التي يباشرها الدفاع المدني من خلال وضع خطط شاملة لتطوير العملية التدريبية والارتقاء بنظم التدريب وتحسين كفاءته وتطوير أنماط التدريب وبيئته وأساليبه وطرقه بما يحقق رفع كفاءة وفاعلية مخرجات التدريب بشكل عام والاستفادة من التجارب السابقة لتلبية المتطلبات الميدانية.
* وما هي أبرز ملامح الخطة التدريبية لرجال الدفاع المدني من الشباب الملتحقين للعمل بالجهاز وخريجي دورة التأهيل الفني؟
وضعت الإدارة العامة للتدريب كجهة معنية بتأهيل وتدريب هؤلاء الأفراد خطة تدريبية شاملة تنفذ على عدة مراحل لـتأهيلهم وإعدادهم الإعداد المناسب للأعمال المناطة بهم وتتكون الخطة من عدة مراحل، المرحلة الأولى منها للتأهيل العسكري حيث تلقى الخريجون خلالها كافة العلوم والمهارات العسكرية اللازمة في فترة زمنية تجاوزت 18 أسبوعاً، تلا ذلك المرحلة الثانية والتي استمرت لأكثر من 17 أسبوعاً للتدريب على الأعمال الأساسية للدفاع المدني مثل: الإطفاء والإنقاذ والإسعاف وأعمال الإنقاذ في الماء وأعمال السلامة والحماية المدنية بما يؤهلهم للعمل جنباً إلى جنبٍ مع زملائهم بالميدان وفقاً لتخصصات هؤلاء الأفراد والأعمال الميدانية التي تم تدريبهم عليها حيث يتبع ذلك بمشيئة الله تعالى مرحلة ثالثة يتم من خلالها العمل على إلحاق هؤلاء الأفراد بدورات تخصصية داخل وخارج المملكة لإعطائهم التدريب التخصصي اللازم والمستمر لتطوير قدراتهم ومهاراتهم للقيام بمهامهم على الوجه المطلوب.
* ما هو موقع البرامج التدريبية التخصصية في هذه الخطة ؟
تعتمد الخطة التدريبية لمنسوبي الدفاع المدني من ضباط وأفراد على مسار تدريبي محدد يتم من خلاله تحديد المراحل التدريبية اللازمة لمنسوبي الجهاز من ضباط وأفراد منذ التحاقهم بالعمل كل حسب رتبته وطبيعة عمله مع مراعاة التدرج المنطقي في عملية التدريب والتِأهيل بحيث يشمل هذا المسار: (التدريب التأهيلي والتدريب التأسيسي والتدريب المتقدم ثم التدريب التخصصي) وتخضع تلك البرامج والدرورات لعملية تقييم ومراجعة وتطوير مستمرة بما يلبي المتطلبات والاحتياجات الميدانية.
* هل ثمة برامج تدريبية جديدة تم استحداثها للدفعات الجديدة من الضباط والأفراد من منسوبي الدفاع المدني؟
يخضع ضباط وأفراد الدفاع المدني بمختلف مستوياتهم الوظيفية ورتبهم كما أشرنا سلفاً لمسار تدريبي إلزامي محدد حيث يتخلل هذا المسار دورات تدريبية تخصصية يتم استحداثها وفقاً لمتطلبات العمل الميداني حيث تنفذ تلك البرامج والدورات بمعهد ومراكز تدريب الدفاع المدني أو لدى بعض الجهات التدريبية المتخصصة داخل المملكة وخارجها ومن المقرر بمشيئة الله ابتعاث عدد كبير من الضباط والأفراد لدورات تخصصية خارج المملكة في بعض التخصصات لاستكمال تأهيلهم وجار حالياً استكمال المتطلبات اللازمة لتنفيذ ذلك مع الجهة المختصة بوزارة الداخلية، إضافة إلى أنه تم في مرحلة سابقة تشكيل مجالس تدريب بمديريات الدفاع المدني، يتولى سكرتاريتها قائد مركز التدريب بالمنطقة الإدارية، مهمتها الأساسية دراسة احتياج المنطقة من الدورات التخصصية حسب المخاطر المحتملة بكل منطقة والرفع بها للتدريب لدراستها والعمل على تنفيذها بالإضافة إلى بناء علاقة تواصل مع الجهات التدريبية الحكومية والخاصة للاستفادة من البرامج والدورات التي تنفذ لدى تلك الجهات وبما يلبي احتياجات العمل الميداني لقطاع الدفاع المدني لتقوم الجهة المختصة بالمديرية العامة للدفاع المدني ببلورة ما يرفع من تلك المجالس ودراسته وإعداد الخطط التدريبية اللازمة لتنفيذه.
* كم يبلغ عدد ضباط الدفاع المدني الذين استفادوا من البرامج التدريبية بالدفاع المدني ؟
هناك دليل إحصائي يصدر سنوياً يتضمن بيانات دقيقة عن الأعداد التي تم تدريبها في الداخل والخارج حيث تم تدريب أكثر من (10976) متدربا من ضباط وأفراد الدفاع المدني داخل وخارج المملكة على أعمال الدفاع المدني المختلفة خلال العام التدريبي المنصرم من خلال (374) دورة تدريبية مختلفة.
* إلى أي مدى تلبي البنية الأساية التدريبية احتياجات الدفاع المدني من حيث حجم وعدد مراكز التدريب في جميع مناطق المملكة؟
تعمل المديرية العامة للدفاع المدني وبشكل مستمر على تطوير البنية الأساسية لمرافق التدريب التابعة لها والمتمثلة في معهد الدفاع المدني وعدد 10 مراكز تدريب منتشرة بمناطق المملكة، إضافة إلى مركز تدريب اللياقة البدنية والنشاط الرياضي وتم خلال المرحلة السابقة افتتاح العديد من المرافق التدريبية الحديثة، وجار حالياً إنشاء وتحديث وتطوير بعض المرافق القائمة وتوفير كافة المتطلبات اللازمة من ميادين ومشبهات تدريبية وتقنيات ووسائل ومساعدات ومستلزمات تدريبية وهذه المرافق قادرة بعون الله على تلبية احتياجات الدفاع المدني في مجال التدريب الداخلي، وهناك مشاريع تطوير لا زالت تحت التنفيذ تشمل مراكز التدريب بالمدينة المنورة وتبوك ومركز تدريب اللياقة البدنية والنشاط الرياضي واستكمال تنفيذ المرحلة الثانية لمركز تدريب الشرقية، إضافة إلى أن الجهة المختصة بوزارة الداخلية تقوم حالياً بإنشاء مدينة تدريب خاصة بالدفاع المدني في مدينة الرياض وهناك مشاريع مستقبلية يجري التنسيق فيها مع تلك الجهة تشمل إنشاء مدن تدريب في بعض المناطق الأخرى تشمل (القصيم ونجران والباحة والجوف وجازان ).
* وماذا عن المدربين المعتمدين للإشراف على برامج التدريب ومستوى تأهيلهم وخبراتهم ؟
هناك عدد كاف من الضباط الحاصلين على درجات علمية رفيعة للقيام بالمهمة التدريبية إضافة إلى أفراد متخصصين تم إلحاقهم بدورات تدريبية متقدمة في الداخل والخارج كما تتم الاستفادة من العاملين في مديريات الدفاع المدني بالمناطق من ذوي الخبرة والمتخصصين في المجالات العلمية من حملة الماجستير والدكتوراه واستقطاب العناصر المؤهلة بالجهات العلمية من خارج قطاع الدفاع المدني للقيام بالمهام التدريبية بمعهد ومراكز تدريب الدفاع المدني.
* إلى أي مدى استفادت برامج التدريب من منسوبي الدفاع المدني الذين تم ابتعاثهم للخارج، وهل ثمة مؤشرات على ذلك؟
لقد وضعت المديرية العامة للدفاع المدني آلية محددة للاستفادة ممن تم ابتعاثهم خارج المملكة لدورات قصيرة أو من تم ابتعاثهم للدراسات العليا في بعض التخصصات الهامة والتي تخدم بشكل مباشر مهام وأعمال الدفاع المدني الأساسية أو المساندة حيث يتم الاستفادة من هؤلاء المبتعثين بعد عودتهم للقيام بأعمال التدريس والتدريب بمعهد ومراكز تدريب الدفاع المدني كل حسب مجاله وتخصصه كمدربين معتمدين بتلك المرافق أو كمدريبن غير متفرغين إضافة إلى الاستفادة منهم في تمثيل القطاع في الندوات والمؤتمرات التي تقام داخل وخارج المملكة.
* ما صحة ما يقال عن تراجع برامج التدريب على رأس العمل بالدفاع المدني لصالح الدورات التدريبية التخصصية؟
يعتبر التدريب على رأس العمل من أهم أساليب التدريب حيث يمكن من خلاله الوصول إلى المتدرب أو المستهدف من التدريب في مكان عمله ولا يغني عن التدريب الممنهج بل يعتبر مكملاً له ولأهمية هذا النوع من التدريب فقد تم استحداث إدراة تعنى بهذا النوع من التدريب ترتبط مباشرة بالإدارة العامة للتدريب مهمتها الأساسية وضع الآلية المناسبة لهذا البرنامج واعتماد برامجه وتوفير كافة متطلباته ومتابعة تنفيذه وهناك اتصالات قائمة مع بعض الجهات المتخصصة وبيوت الخبرة للاستفادة من خبراتهم في هذا المجال لتذليل المعوقات والصعوبات التي قد تواجه تنفيذ برامجه وسيتم إصدار جداول للتدريب وتكليف فرق متخصصة تتولى هذا النوع من التدريب على مدار العام وبما لا يؤثر على استعداد الفرق الميدانية لمباشرة الحوادث.
* وماذا عن معايير مراقبة الجودة في برامج التدريب العملي والنظري بالدفاع المدني ؟
معايير الجودة أصبحت أمراً ملحاً في تطبيقات التدريب في الدفاع المدني فمن خلال شعبة تقييم البرامج في الإدارة العامة للتدريب وبالتعاون مع إدارة الجودة بالمديرية العامة للدفاع المدني والجهات المتخصصة في هذا المجال أصبح العمل التدريبي يتم وفق رؤية علمية وتطبيقية ذات معايير متقدمة تم استنباطها من المنظمات المتخصصة في مجال الدفاع المدني مثل المنظمة الوطنية للوقاية من الحريق في أمريكا NFPA والمعايير التي تطبقها الكليات والمعاهد المماثلة في أمريكا وبريطانيا مثل كلية خدمات الإطفاء البريطانية وغيرها، ونحاول حالياً إيجاد رؤية علمية تتم من خلالها توأمة برامج التدريب مع إحدى المعاهد أو الكليات المتخصصة في مجال الدفاع المدني للارتقاء بمستوى التدريب وخاصة التدريب العملي الميداني.