قبل أيام قليلة فقدت الساحة الأدبية والثقافية علماً من أعلامها هو الدكتور محمد بن سعد الدبل، وهذا الاسم معروف ومؤثّر في المجالس والمنتديات، وأجزم تماماً أن المرء لا يحتاج إلى وقت كي يقيِّم أبا سعد ويصادقه؛ فهو قريب إلى النفس بتواضعه وأسلوبه الجذاب، فهو بلاغي وشاعر ومؤرِّخ وأديب لا يبخل بما لديه على أي طالب، كما أن الله سبحانه وتعالى قد حباه بصوت جذاب فعندما يترنم بقصيدة من قصائده لا تملك إلا التأثر بما سمعت، فحينما يترنم بقصيدة طويلة قالها عن مسيرة جلالة الملك عبدالعزيز - رحمه الله- منذ أن فكر باسترجاع الرياض وسار بمرافقيه من الكويت وتغطية مسيرته رغم حداثة سنه بأسلوب تعجز عنه قادة الجيوش، مروراً بأبي جفان ثم الانقضاض على الرياض إلا ويعود بك التاريخ إلى ذلك الزمن الذي تحمّل جلالته فيه المشاق والمغامرات وحصدنا نحن ومن قبلنا ومن بعدنا إن شاء الله نتائجه. وكذلك أشعاره الفصيحة والشعبية كل هذا لم يؤثّر في مسيرته كأستاذ للبلاغة في جامعة الإمام. رحم الله أبا سعد وأسكنه فسيح جناته.. (و إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ).