من الشعر الشعبي ما يرقى إلى درجة الفصيح في المضامين العميقة التي يطرحها والرؤية التي تحملها قوافيه.. وكلما كان الشاعر الشعبي ذا ثقافة عالية وحس مرهف وتجربة ثرية فإنه يبدع في نقل رؤاه عبر صوره الشعرية.

من القصائد ذات الرؤية الفلسفية العميقة عن الموت والتي قليلاً ما طرقها الشعراء فصيحهم وعامّيهم، هذه القصيدة عنوانها (وداع يا نفس دعاها قدرها) للأمير الشاعر: خالد الفيصل.. جسّد فيها بحس الشاعر وشجن المفارق لحظات نزع الروح من الجسد ووداعه للدنيا، ولا أزال أذكر عندما قرأها على نخبة مثقفة كانوا معه في جلسته الليلة بمجلسه الذي يطل على البحيرة بأبها.. فكعادته أخرج من جيبه مسودة هذه القصيدة الطازجة التي كتبها قبل ساعات بخط يده.. وعندما يقرأ الشاعر شعره بنفسه، وبعد ولادة قصيدته مباشرة فإنه يتأثر هو ويؤثر في المتلقين، وهم يصغون إليه.

لن أفسد عليكم تذوقكم وتأثركم بالقصيدة بطول تقديمها.. أدعكم مع هذه الأبيات البالغة التأثير البليغة الصور والتعبير:

وداع يا نفس قِدرْها دعاها

تنازعت والموت ما عنه مردود

تشبّثت بحبال زخرف حياها

تبى نهار زود واليوم موعود

تسلّلت مثل الهوا من خفاها

عََِجْزَت تقضّب في ذرى يابس العود

تبخّرت روحي من حياض ماها

يتلّها نزّاع الأرواح بركود

بالهون يا نزّاع روحي تراها

باقي عذاب أيام بيض على سود

أما قبل:

لكأن الشاعر مر بهذه اللحظات من قدرته على تجسيد (لحظات نزع الروح) التي ستمر بكل واحد منا!

أبيات تقرأها في لحظات وتحتاج أن تتأملها في ساعات

أمدك الله يا شاعرنا - يا أمير خير البقاع - بمديد العمر لتكمل قوافي أجمل قصيدة في الوجود (مكة المكرمة) لتكون جوهرة الدنيا عمرانياً، كما هي جوهرة الدنيا روحياً.

=2=

رئاسة الحرمين وتجاوب حول الأئمة

يحمد للرئاسة العامة للمسجد الحرام والمسجد النبوي تفاعلها مع ما ينشر ويطرح من ملاحظات واقتراحات, آخر ما وصلني من الرئاسة تجاوب مع مقالي الذي كتبته عن تنظيم الإمامة بالحرمين الشريفين, واختيار ذوي الأصوات الأفضل بالصلوات بالجهرية من أجل تدبر آيات الله والخشوع عند سماعها.

وهذا تجاوب الرئاسة :

(إشارة إلى المقال الذي كتبتموه بعدد الصحيفة رقم 14681 تحت عنوان (الحرمان وأهمية تنظيم الصلوات بين الأئمة) وطرحكم عدداً من الاقتراحات التي تتعلق بتنظيم الإمامة بالمسجد الحرام...إلخ.

وإذ نشكر الصحيفة والكاتب الكريم على اهتمامه ومتابعته وحرصه على كل ما يتعلق بالحرمين الشريفين وشؤونهما أفيد سعادتكم أن تنظيم الإمامة بالحرمين الشريفين يخضع لترتيب مسبق ووفق جدول يتم الاتفاق عليه واعتماده بين أصحاب المعالي وأصحاب الفضيلة الأئمة, وما أشرتم إليه محل اهتمام وعناية من معالي الرئيس العام وفقه الله )).

=3=

آخر الجداول

للشاعر د/عبدالله الفيفي من قصيدة “ويصحو السؤال أشجارا” بديوانه “فيفاء هبّة الطفولة”

(أتردّني خيلُ الحروف

لنخلتي الأولى وبسمة أمي الأولى

إلى بيتي المعلّق بين أشواقي

على صدر المعاني الشعرية

حين تحضنني السماء)

hamad.alkadi@hotmail.com
فاكس: 4565576 ---- تويتر @halkadi