كلما لاح فجرٌ..
وخيم ليلٌ..
حفَّت الملائكةُ دعاء الخاشعين..
ربنا الطف بإخوة لنا في شتات..
الشتات عن الأهل أقسى، الشتات عن الأمن أشدُّ..
الشتات عن النفسِّ أمضى من السيف.. وأبلغ من الطعون..
حين تتدمر جدارن البيوت، وتتحول المدن لخرائب..
حين يبحث الجنين بصرخاته عن محضنه..
ويتجرد الشيخ عن ظهره.., والأخ عن عضده..
والدار عن سقفه وأركانه..
والعالم يطل بصمت..,
لا يفعل غير تأوهات العاجزين، ودعاء الحائرين، وصمت القادرين،..
فأي تقدم يُدعى في مسؤولية الشأن الإنساني، والبشري في العالم..؟
تخيم الليالي تلو الأخرى،
وتلوح الصباحات في مكوكية حركة الشمس, والقمر..
وسوريا تحت النظر..!
فمن هو هذا العتيد فيها..؟, المتواري خلف عدة..؟،
يبطش بها فيزيد سوريا وحشة,.. غربة،.. ضياعا،.. شتاتا،.. دمارا..؟
يعيث بلا كابح.., ولا رادع.., ولا عقاب..؟
وستنعق فيها الغربان، والبوم..
بالأمس قيل محمد يبحث عن أهله بين الأنقاض.., وجهه يحمل قصة العتيد، عليه بصمات ظلمه، عيناه غائرتان، وجنتاه مجرحتان، جبهته عجت بسطور النكبة.., الخوف، الفجيعة، الفقد..
وكل سوريا محمد.., ضاعوا، فقدوا.., تاهوا..
والعمار عين على خراب، ونبض راجف بين أنقاض..
كلما لاح ليل.. خيم فجر.. جأرت الحناجر بالدعاء..!!
أول، وآخر ما يحتاج إليه تيهٌ مرسوم بكلكله على خريطة هذه البلاد..!
رحمك الله سوريا..
رحم أهلك المفزوعين الخائفين..,
رحم من ركبت أقدامهم درب الشتات..
رحم من ينتظرون مجهولا على مدى الدمار..
لطفك بهم ربي، في الليل، والنهار..
عنوان المراسلة: الرياض 11683 **** ص.ب 93855