في كتابه (لكل شاعر حكاية) يقول الشاعر سعد الغريبي: ما الذي يجمع بين شاعر بدوي مخضرم كأبي ذؤيب الهذلي وبين شاعر أموي أنيق كيزيد بن الطثرية؟!
وما الذي يجمع بين شاعر متسول في بلاط الخلفاء العباسيين ببغداد كأبي دلامة وبين من حوى الملك والحب كالمعتمد بن عباد في الأندلس؟!
وما الذي يجمع بين زكي قنصل في مهجره بأمريكا الجنوبية وبين حمد العسعوس في قريته النجدية السعودية؟!
ويقول المؤلف عن كتابه: هو ليس كتاباً في النقد أو تحليل النصوص والمضامين، وإن توقفت عند بعض النصوص وأبديت فيها رأيي، ولا هو كتاب في التاريخ الأدبي أو السياسي وإن كنت وقفت وقفات تأمل لبعض الأحداث التي لابد منها لاحاطة القارئ بظروف الشاعر أو ظروف القصيدة.
إنه كتاب ينتمي إلى الكتب ذات الطابع الترويحي الخفيف؛ ففيه حكايات طريفة مسلية لبعضهم وقصص محزنة ونهايات مأساوية لآخرين، وفيه نماذج لشعراء نذروا أنفسهم للحب وأخلصوا له وشعراء اتخذوا الحب تقليداً أو تسلية، وفيه أمثلة لشعراء مكافحين أمضوا حياتهم بحثاً عن كرامة أو منصب أو حتى لقمة عيش وآخرين لاهين عابثين يعيشون عالة على المحسنين.